تحت رعاية خادم الحرمين الشَّريفين الملك سلمان -حفظه الله- انطلقت أعمال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها الثامنة، تحت شعار (أفق لا متناهٍ - الاستثمار اليوم لصناعة الغد) في الرياض، التي تشهد حِراكًا متسارعًا للمضي نحو المستقبل بسرعة فائقة، وبجودة ومعايير عالية؛ نخبة من الشخصيَّات البارزة في مجالي المال والتكنولوجيا؛ ليعكس للعالم تركيز المملكة على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بمشاركة أسماء بارزة في هذه الصناعة مثل رئيسة ألفا بت، والمدير التنفيذي لـ»تيك توك»، إضافة إلى بنجامين هوريتز، ورجل الأعمال في مجال التكنولوجيا المؤسِّس المشارك لشركة رأس المال الجريء؛ وكان لمشاركة إيلون ماسك وقعها على وسائل الإعلام العالميَّة.
اختُتمت أعمال الملتقى، وترك انطباعات لدى قادة الاستثمار العالمي ليتحدَّثوا عبر منصَّات الإعلام العالمي عن رؤية السعوديِّين المذهلة، والتي جعلتهم في حالة من الدهشة؛ لأنَّنا نفَّذناها والتزمنا بها بالرغم من النزاعات في منطقة الشرق الأوسط، بل إنَّ السعوديَّة استطاعت أنْ تكون مركزًا للاستقرار العالمي.
الرياض اليوم توازي في أهميِّتها دافوس، واجتماعات النقد الدولي بحضور 7 آلاف مشارك للمؤتمر بينهم ممثلون لأكبر البنوك، وعمالقة التكنولوجيا وإدارة الأصول. صفقات بقيمة 28 مليار دولار تحتضنها النسخة الثامنة لمبادرة مستقبل الاستثمار في عدد من القطاعات الواعدة.
هذه المبادرة تبحث: (الذكاء الاصطناعي)، وكيف يمكن للقادة أنْ يكونوا روَّاد الابتكار المرن من خلاله؛ (والطَّاقة المتجدِّدة) وما هي الإستراتيجيَّات المحليَّة التي ستضمن انتقالًا ناجحًا للطاقة؛ (والتنمية المستدامة)، وكيف يمكن للمرأة تعزيز سلاسل التوريد المستدامة؛ وفي مجال (الأمن الغذائي) كيف يمكن لإفريقيا أنْ تقود مكافحة انعدام الأمن الغذائي. مستقبل الاستثمار يجذب أقطاب (وول ستريت)، والتكنولوجيا إلى السعوديَّة، ويستقطب كبار التنفيذيين بحضور مميَّز من مختلف دول العالم.
عبر القناة (السعوديَّة الآن) تابعتُ تفاصيل المؤتمر والجلسات، وكلمة حق تُقال في الحالة الرَّاهنة للإعلام السعوديِّ المواكب للحدث، والذي ينقل الصورة المشرقة التي نعيشها اليوم في رصد كل الفعاليات والمؤتمرات التي تحدث في كل موقع يشهد حدثًا استثنائيًّا يصبُّ في تحقيق مؤشرات الرُّؤية المباركة.
كانت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطَّاقة، محطَّ اهتمام كافَّة وسائل الإعلام المحليَّة والعالميَّة، عندما قال كلمات للتاريخ توثِّق بمداد الفخر: (أروني أي دولة على كوكب الأرض حققت هذا القدر من التحول مثل السعودية، حتى تاريخيا لا يوجد من هو أفضل من هذه الدولة)، كما قال: (بفضل نيوم ورؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نتحدى العالم في الهيدروجين الأخضر، وجاهزين لتصديره، هذه الدولة فتية وليست عجوزا كغيرها من الدول).
موضوع المؤتمر يجسِّد هذا العام آفاقًا لا نهائيَّة للاستثمار وتشكيل المستقبل، والتركيز على الاستثمارات المستدامة طويلة الأجل التي تعالج التحدِّيات العالميَّة، وتعزِّز الابتكار، وتوفِّر تأثيرًا دائمًا مع إعطاء الأولويَّة للقطاعات التي تقود التحوُّل، ابتداءً من تقنيات الجيل القادم، والرعاية الصحيَّة، وصولًا إلى إشراك الشَّباب في الرياضة.
في جلسة ختاميَّة، تحدَّث أشهرُ رؤساء الفنادق العالميَّة عن وجهتهم السياحيَّة، وكانت إجاباتهم مثيرةً، وكان لرئيس شركة الدرعيَّة القول الفصل في أنَّ الدرعيَّة هي المقصد والعلامة البارزة، والوجهة المثالية بالنسبة له، فكان ردهم عليه أنَّه يتنفس هواء الدرعيَّة وتجري في دمه، ما أجمل هذا الحوار، الذي يسمح بتنوُّع الأفكار، وتسليط الضوء على ما نمتلك من أماكن تستحق الزيارة، بل وأنْ نغرم بها، ونصيحة شخصيَّة الدرعيَّة وجهة فريدة وملكيَّة تستحق أنْ نسوِّق لها، ونرتادها دومًا.
وأنا أخطُّ كلماتي هذه، أشعرُ بمداد الفخر والاعتزاز بقائدٍ استثنائيٍّ نتغنَّى بأمجاده ورؤيته، وأُعيد سماع كلمات الأغنية الوطنيَّة التي كُتبت بمشاعر صادقة تقول (شايفينك حلمنا، حافرين اسمك وسط قلوبنا) من أجمل أرض، وأقدس ثرى، نوثِّق للتاريخ حكاية ليست من الخيال لقائدٍ استثنائيٍّ بمعنى الكلمة، يشهد بقدراته وإمكاناته الفريدة قياداتٌ عالميَّةٌ، فهذا المستثمر العالمي راي داليو يقول: (ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من أعظم القادة على مستوى العالم)، وهذا الرئيس التنفيذي لمؤسَّسة مستقبل الاستثمار يقول: (أنا كبير على مجاملة النَّاس، وأحظى بثقة غالبيَّة زعماء العالم، لكن لنْ أنسى أبدًا لقائي الأوَّل بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فهو يفكِّر 10 مرات أسرع منك، صاحب رؤية، يفعل ما يقول، ويهتم لشعبه).
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
