تفتقرُ وسائلُ النقلِ العامِّ إلى خدماتِ القطارِ فِي أكثر مِن موضعٍ علَى هذهِ البلادِ المتراميةِ الأطرافِ، والتِي تشهدُ منهَا بعضُ المواقعِ كثافةً سكانيَّةً عاليةًن وحركةً تردُّديَّةً مِن وإلى أكثر مِن موقعٍ، وخاصَّةً مواقعَ مشروعاتِ الرؤيةِ التِي ستساندُ اقتصادَ البلادِ فِي المستقبلِ القريبِ، ولعلَّ مِن أشدِّها إلحاحًا اليومَ مَا بينَ أُملج ومشروعِ البحرِ الأحمرِ الدَّوليَّةِ لندرةِ البدائلِ.
حيثُ ينتقلُ مَا يربُو عَن ألفِ شخصٍ كمعدَّلٍ يوميٍّ مِن أُملج إلى البحرِ الأحمرِ إنْ لمْ يكنْ العددُ أكثرَ مِن ذلكَ وربَّمَا أضعافًا، وبحسبةٍ بسيطةٍ حيثُ تنتقلُ عشراتُ الباصاتِ صباحًا محمَّلةً بالعمالةِ، وتعودُ مساءً وعلَى هذَا المنوالِ والأعدادِ فِي تزايدٍ ناهيكَ عَن مئاتٍ مِن الشبابِ والشَّاباتِ الذِينَ يذهبُونَ فِي سياراتِهِم، ثمَّ يعودُونَ بعدَ انقضاءِ ساعاتِ عملِهِم اليوميَّة وأيضًا موظَّفي المشروعِ والشركاتِ المقاولةِ الذِينَ تشاهدُ سيَّاراتهم تجوبُ وتملأُ المحافظةَ فِي المساءِ بشعاراتٍ مختلفةٍ كلٌّ حسبَ الشركةِ التِي ينتمِي لهَا وبقراءةٍ للعددِ مِن زاويةٍ أُخْرى يكادُ لا يخلُو حيٌّ مِن أحياءِ أُملج مِن عمارةٍ أو عمارتَينِ كسكنِ عمالةٍ يتجاوزُ عددهُم المئتَينِ، هذهِ الحركةُ اليوميَّةُ عبرَ طريقِ أُملج - الوجهِ شكَّلت ازدحامًا واستهلاكًا للطريقِ الذِي بدأَ يتهالكُ ويهلكُ السيَّاراتِ التِي تعبرُ مِن خلالِهِ بوجودِ الحفرِ والتجاعيدِ المزعجةِ للمركبةِ وركابِهَا وكأنَّكَ تسيرُ فِي طريقٍ غيرِ معبَّدٍ حتَّى أصبحَ العبورُ مِن خلالِهِ معاناةً يشتكِي منهَا المسافرُونَ والرائحُونَ والغادُونَ مِن وإلَى أُملج.
لقدْ باتَ مِن الملحِّ لحلِّ هذهِ المشكلةِ توفيرُ خدمةِ قطارٍ تنقلُ مَا بينَ أُملج إلى مطارِ البحرِ الأحمرِ، ومِن المطارِ إلى وجهةِ البحرِ الأحمرِ الدوليَّةِ لتخفيفِ الحوادثِ ونقلِ المسافرِينَ والموظَّفِينَ مِن وإلَى المشروعِ والمطارِ معًا؛ مَا يحرِّك عجلةَ الاقتصادِ، وكثيرٌ من شبابِ وشاباتِ المحافظةِ يصرفُونَ جُلَّ رواتبِهِم فِي مصروفاتِ تنقلِهِم، إمَّا كوقودٍ لسياراتِهِم، أو إصلاحِهَا، أو شراءِ قطعِ غيارٍ لهَا، وكأنَّ لسانَ حالهِم يقولُ: هلْ مِن قطارٍ للبحرِ الأحمرِ لحلِّ هذهِ الأزمةِ التِي تواجههُم، وليكونَ نواةً للربطِ بينَ نيوم، والعُلا، وجدَّة مستقبلًا؟ فالسؤالُ العريضُ يوضعُ أمامَ طاولةِ البحرِ الأحمرِ الدَّوليَّةِ، ووزارةِ النَّقلِ.