في يومٍ غائمٍ يحمل طيف ذكريات طويلة، وقفتْ على شاطئ مليء بالبَرَد والثَّلج، تنظر إلى الأفق وكأنَّها تستعرض رحلة حياتها في لمحة؛ تنظر إلى الشرق حيثُ الأهلُ والأحبابُ؛ تلك الرحلة التي بدأت بحلمٍ صغيرٍ، ونمت لتصبح قصَّة إرادة وعزيمة لا تُقهر، لم تكن رحلتها سهلةً؛ كانت مليئةً بالعثرات والمواقف التي كانت لتكسر غيرها، لكنَّها اختارت أنْ تكون قويَّةً، وأنْ تتجاوز كلَّ تحدٍّ بمزيد من الإصرار.
حين قرَّرت دراسة الطب؛ والتَّخصص فيما لا يمكن تجاوزه، كانت تدرك تمامًا أنَّها تخطو نحو مجالٍ مليءٍ بالتحدِّيات. لم تخترْ تخصصًا نادرًا فقط؛ بلْ يتطلَّب شجاعةً لا تقلُّ عن البراعة الطبيَّة.
مضت في طريقها، رغم الصعوبات التي واجهتها، من غُربةٍ وبُعدٍ عن عائلتها، وأوقات شعرت فيها بالإنهاك والتَّردُّد، إلَّا أنَّ إيمانها بهدفها كان يمدُّها بالطَّاقة ويجعلها تتجاوز المستحيل.
كانت تدرس لساعات طويلة، حتَّى في أصعب الليالي الباردة، التي شعرت فيها بالوحدة.
وجدت نفسها أحيانًا تكافح دون أنْ تجد مَن يفهم تمامًا تلك التحدِّيات الهائلة التي تواجهها، لكن كل لحظة كانت درسًا، وكل تحدٍّ كان خطوة نحو الحلم.
كانت تبني جسرًا من الأمل بين حلمها وطموحاتها، وتمرُّ فوقه رغم كل الرِّياح العاتية.
في نظر الجميع كانت شعلةً من الإلهام، وفي عيون مَن حولها كانت أسطورةً تتحدَّى المستحيل.
لم تكن مجرَّد أخت أو فرد من العائلة، بل كانت نبعًا يتدفَّق منه الإصرار والعزيمة.
في كلِّ مرَّة كانت تتحدَّث عن أحلامها، كان يلمع في عينيها بريق لا يعرف الخوف، وكأنَّها تُضيء الطريق لكلِّ مَن يتبعها. لم يكن نجاحها مجرَّد إنجازٍ شخصيٍّ؛ بل كان إعادة تشكيل لصورة أكبر، صورة امرأة تقف كالجبل ثابتة، تعبر فوق الصِّعاب كأنَّها لا شيء.
كانت خطواتها وكلماتها تشكِّل السطر الأوَّل في كتاب الإلهام، حيث لم تفتح الطريق لنفسها فحسب، بل فتحت بوابات الأمل لمَن حولها.
كل إنجاز حقَّقته كانَ يعيد التأكيد على أنَّها ليست قدوةً بالصُّدفة، ولا مثالًا عابرًا، بل كانت تصنع لحظاتها بعزيمةٍ راسخةٍ، وإصرارٍ صلبٍ، عالمةً أنَّ حياتها ليست مجرَّد حكاية شخصيَّة، بل رسالة أمل لكلِّ مَن يؤمن أنَّ المستحيل يمكن تجاوزه، وأنَّ الأحلام، مهما كانت بعيدةً، تستحق الكفاح.
واليوم، حين تنظر إلى شهادتها، لا تراها مجرَّد ورقة نجاح، بل تراها جزءًا من هويتها، وامتدادًا لإرادتها الصلبة، التي واجهت بها العالم. لم تكن رحلتها مجرَّد نجاح شخصي، بل هي دعوة لكلِّ فتاة، وكلِّ شاب بأنْ يصدِّقوا أحلامهم، ويواجهوا مخاوفهم.
إنَّها لم تُنهِ رحلتها بعد؛ كلُّ لحظة جديدة تمثِّل بدايةً أُخْرى لتحقيق ما هو أعظم.
هذه هي قصَّتها، قصَّة الإلهام والأمل، قصَّة فتاة أثبتت أنَّ لا حدود للأحلام، ولا مستحيل أمام العزيمة.