لم تكن صحيفة «المدينة» منذُ إطلالتها الأُولى صحيفةً عاديَّةً، بل كانت متميِّزةً في محتواها، وفي نقلها للحدث، وفي تسليط الضوء على قضايا المجتمع وتنويره.
وهذا الأمر لمْ يأتِ من فراغ، وإنِّما لوجود إدارات، ورؤساء تحرير، ومحرِّرين، ومصوِّرين، وفنيِّين متمكِّنين، وضعوا بصمتهم التي لا تُنسى في مسيرة الصحافة السعوديَّة.
وفي الحقيقة تُعدُّ صحيفة «المدينة» المنوَّرة ونظيراتها من الصحف السعوديَّة الأُخْرى ميلادًا لصوت الصحافة التي تقف على أساس قوي، ولضمان نجاحها لابُدَّ أنْ يكون الصحفي قد خاض مهنة المتاعب بقلب جسور، وفكر متَّقد، وحماس ليس له نظير، وأيضًا الإدارة المتكاملة وقبل كل ذلك القيادة العظيمة، التي مهَّدت الطريق، وسخَّرت الفرص لتحقيق الأهداف المنشودة. وقد كان لي تجارب مثمرة مع هذا الصرح الكبير، حيث شرُفتُ بالظُّهور على صفحاتها في العديد من المناسبات، وكتبتُ فيها عددًا من المقالات الرياضيَّة والاجتماعيَّة، وشاركتُ في بعض أطروحاتها النَّيرة، وقبل ذلك كانت وجبةً ثقافيَّةً ومعلوماتيَّةً يوميَّةً بالنسبة لي.
وفي هذه المناسبة التي تحتفي بها صحيفة «المدينة» بهذا العدد المختلف (22222)، الذي يُعدُّ عمرًا من الإنجازات، وعدًا للأمجاد، وإحصاءً لتاريخ مميَّز في نهضة الصحافة السعوديَّة وتطوُّرها، يجدرُ بي ويسرُّني تهنئة هذا الصَّرح الصحفي الكبير، بما وصل إليه، متمنيًا له، وللقائمين عليه دوام التَّوفيق والسَّداد.
* مدير عام فرع وزارة الإعلام بمنطقة مكَّة المكرَّمة