قال وزير الخارجيَّة المصريُّ الأسبقُ عمرو موسى، ما يُعتبر -بلا مبالغة- أخطر نواقيس التَّحذير، إنْ كان صحيحًا، ولو بنسبة واحد في المليون من مؤشِّر الصحَّة!.
لقد قال إنَّ كيان الاحتلال الإسرائيلي يسعى للتوسُّع داخل أراضٍ شاسعةٍ في عدَّة دُول عربيَّة، ليس منها بالطَّبع فلسطين، التي يحتلُّها أصلًا؛ بحجَّة حماية نفسه، وإنَّ الكيان يرى أنَّ حمايته لا يمكن ضمانها بمساحته الحاليَّة الصَّغيرة -حسب زعمه- والضمان -من وجهة نظره- هو تنفيذ مُخطَّط (إسرائيل الكُبْرى)!.
والأدهَى من ذلك، هو أنَّ سعي الكيان مدعومٌ من العديد من الشخصيَّات الغربيَّة الرسميَّة وغير الرسميَّة، بالتَّصريح أحيانًا، وبالتَّلميح أحايين أُخْرى!.
وقول كهذا لابُدّ وأنْ يُوضعَ تحت مجهر الحذر والجِدِّيَّة من الدُّول العربيَّة الفاعلة، حتَّى لو كان إشاعاتٍ من قِبل الكيان، هدفها بثُّ الروح الانهزاميَّة والصفة الاستضعافيَّة بين العرب، أو أمنيات مُتطرِّفة يُطلقها حاخامات اليهود منذ عقود، في تلمودهم المُحرَّف، وأساطيرهم الخبيثة، لاسيَّما وأنَّ هناك الكثير من الأقوال المُشابهة التي صرَّحت بها شخصيَّات غير عربيَّة، ولا تنتمي للكيان، ومُتعاطفة مع القضايا العربيَّة، بعد أنْ رأت بأُمِّ أعينها الظُلْمَ الكبيرَ الذي يتعامل به الكيان مع الفلسطينيِّين، وأنَّ الشرق الأوسط بات منطقة كوارث؛ بسبب قضيَّة واحدة هي القضيَّة الفلسطينيَّة، فما باله لو أُضيفت له قضايا عربيَّة أُخْرى مُماثلة؟!.
من هنا تأتي ضرورة السَّعي العربيِّ السَّريع، والصَّارم، والمُضادِّ، لحلِّ القضيَّة الفلسطينيَّة قبل أنْ تلد قضايا أُخْرى، وتنفيذ حلِّ الدَّولتين الذي أجمع عليه العالمُ كلُّه باستثناء إسرائيل وداعميها الغربيِّين، في ظلِّ تفسيرهم لميل العرب نحو السَّلام بأنَّه ضعفٌ ينبغي استغلاله لصالحهم، وهو تفسير عاقبته وخيمة!.
وإقامة دولة فلسطينيَّة مُستقلَّة هي مفتاح الأمان للفلسطينيِّين أوَّلًا، وللدُّول العربيَّة ثانيًا، وليس هناك أفضل وأنسب وأقوى من الفلسطينيِّين داخل دولتهم في حالة إقامتها؛ ليكونُوا خطَّ الدِّفاع العربي الأوَّل ضدَّ الصهاينة، مع دعم العرب لهذه الدولة المنشودة، أمَّا في حالة فشل إقامة الدولة الفلسطينيَّة -لا قدَّر الله- فالبابُ مفتوح لتهجير الفلسطينيِّين، والبدء الفعلي لتوسُّع الكيان واستكباره!.
ليس هذا مُستصغرَ الشَّرر، بل النَّار قد تشتعل، وإضرامها يطرد الخطر!.