الإدارة بالنَّميمة، هو أسلوب غير احترافيٍّ يقوم فيه المديرون، أو القادة بتبادل المعلومات والآراء عن الموظَّفين وزملاء العمل بشكل غير رسميٍّ، غالبًا دون مراعاة الدقَّة، أو التأكُّد من صحَّة المعلومات، وفي حين قد يبدو هذا الأسلوب غير شائع، إلَّا أنَّه قد يظهر في بعض المنظَّمات، ويؤثِّر بشكل كبير على بيئة العمل وثقافتها، ويُعدُّ هذا الأسلوب غير أخلاقيٍّ؛ لأنَّه يخلق بيئةً مليئةً بالتوتر، وفقدان الثِّقة بين الموظَّفين، ويعزِّز النِّزاعات الداخليَّة.
مفهوم الإدارة بالنميمة يتضمن تداول الشائعات بين الإدارة والموظفين، سواء بقصد التأثير على آراء الآخرين، أو توجيههم بطريقة معينة، وقد يستخدم المديرون النميمة لتحفيز المنافسة، أو لدفع بعض الموظفين إلى تحسين أدائهم، ولكن تأثيراتها السلبية تتجاوز أي فائدة متوقعة، حيث تضعف الروح المعنوية، وتقلل من الثقة بين أعضاء الفريق.
وللإدارة بالنَّميمة آثارها على بيئة العمل، مثل:
- فقدان الثِّقة: عندما يكون المديرون جزءًا من النَّميمة، يفقد الموظَّفون الثِّقة في قيادة المنظَّمة، ويصبحون أقلَّ انفتاحًا في التَّعبير عن آرائهم، أو العمل بصدق؛ لأنَّهم قد يخشون أنْ يتم استغلال معلوماتهم الشخصيَّة أو المهنيَّة ضدهم.
- انخفاض الإنتاجيَّة: قد ينشغل الموظَّفون في الأمور الشخصيَّة والشائعات، بدلًا من التركيز على مهامِّهم، وأيضًا قد يتراجع البعض عن التَّعاون مع زملائهم؛ نتيجة للشَّك في نواياهم؛ ممَّا يقلِّل من فاعليَّة الفريق، ويؤثِّر سلبًا على الإنتاجيَّة العامَّة.
- التَّأثير السَّلبي على المعنويَّات: فالنَّميمة في الإدارة تؤدِّي إلى بيئةٍ سامَّةٍ تجعل الموظَّفين يشعرون بالإحباط وعدم الرَّاحة، وقد تؤدِّي هذه الحالة إلى تراجع مستويات الرِّضا الوظيفيِّ، والانسحاب التدريجيِّ من العمل.
- زيادة معدَّل الدَّوران الوظيفي: عندما يصبح الجو مشحونًا بالنَّميمة وعدم الثِّقة، قد يختار الموظًّفون البحث عن فرص عمل أُخْرى؛ ممَّا يزيد من معدَّل الدَّوران الوظيفي، ويعرِّض المنظَّمة لخسائر مرتبطة بتدريب وتوظيف أفراد جُدد.
كيف نتجنَّب الإدارة بالنَّميمة؟
- تشجيع التَّواصل المباشر، بدلًا من تداول المعلومات غير الرسميَّة، يُفضَّل أنْ يُشجِّع المديرُونَ الموظَّفِينَ على التحدُّث مباشرةً عند وجود مشكلات أو استفسارات، ويسهم ذلك في خلق بيئة عمل تعتمد على الشفافيَّة والمصداقيَّة.
- إشاعة ثقافة الاحترام والتعاون، يجب على الإدارة أنْ تضع معايير وقواعد واضحة تحظر النَّميمة والشَّائعات؛ وتؤكِّد على الاحترام المتبادل بين جميع الموظَّفين.
- التَّقييم العادل، فعلى المديرين التَّركيز على الأداء والعمل، بدلًا من التَّركيز على الأمور الشخصيَّة للموظَّفين، والتأكُّد من أنَّ التَّقييمات تتمُّ بناءً على معايير موضوعيَّة.
- توفير الدَّعم النَّفسي، إذ يُمكن للإدارة دعم الموظَّفين عبر توفير جلسات تدريب أو ورش عمل تركز على مهارات التَّواصل الفعَّال وإدارة النِّزاعات.
الإدارة بالنَّميمة من أكثر الأساليب الإداريَّة سلبيَّةً وتدميرًا لبيئة العمل، حيث تقود إلى انعدام الثِّقة وتوتر العلاقات وتراجع الإنتاجيَّة، وللقياديِّين دور كبير في خلق بيئة صحيَّة من خلال تجنُّب تداول الشَّائعات والتَّركيز على الحوار البنَّاء الذي يتَّجه نحو تحقيق أهداف العمل.