وتعتبر الأطعمة الشعبية جزءاً جوهرياً من الثقافة، فهي تتيح فرصة مثالية للتعرف على مكونات وعادات المجتمعات المختلفة، وقد وفّرت "أيام السودان" للزوار تجارب تذوق شاملة تشمل أطباقاً سودانية شهيرة مثل "الكمونية"، و"الأقاشي"، و"ملاح الويكة"، و"قراصة البلح"، وتأتي "الكمونية" في صدارة الأطباق التي استقطبت اهتمام الزوار، وهي طبق تقليدي سوداني يحضّر من كرشة الغنم ويضاف إليها مزيج من الكمون والكزبرة ومعجون الطماطم والعدس الأحمر والكركم والفلفل الحار والثوم والبصل، حيث يجسد هذا الطبق جزءاً من غنى وتنوع المطبخ السوداني، وقد نال إعجاب الزوار بفضل طعمه المميز ومكوناته الغنية.
وتمثل هذه الفعالية نافذة مفتوحة للمقيمين والزوار من مختلف الجنسيات، للتعرف على السودان عبر أطباقه المتنوعة وأجوائه التقليدية. ويأتي ذلك ضمن سلسلة من الفعاليات الثقافية التي تستضيفها حديقة السويدي، حيث استقبلت فعاليات مخصصة للهند والفلبين وإندونيسيا وباكستان واليمن، وتواصل تقديم تجارب ثقافية متتابعة، إذ تلي أيام السودان فعاليات دول مثل مصر، وبلاد الشام، وبنغلادش، لتشكل كل منها حدثاً مستقلاً بنكهاته الخاصة وفعالياته المتنوعة.
ومن خلال هذا التنوع الثقافي الذي توفره المبادرة، يمكن لكل دولة مشاركة أن تقدم جزءاً من تراثها الغذائي والفني للجمهور، مما يسهم في تعزيز التفاهم بين الثقافات والتفاعل بين مختلف الجنسيات المتواجدة في المملكة، فالطعام، كغيره من عناصر التراث، يمثل لغة عالمية تسهم في تقوية جسور التواصل بين الشعوب وتقديم ثقافة كل مجتمع بصورة فريدة ومباشرة.