لحم المعمل، المعروف أيضًا باللَّحم المزروع، أو اللَّحم الاصطناعي، هو نوع من اللَّحم يُنتج في المختبرات باستخدام خلايا حيوانيَّة حقيقيَّة، وتتمثَّل الفكرة الرئيسة وراء إنتاج لحم المعمل في تقليل الاعتماد على تربية الحيوانات لأغراض غذائيَّة؛ ممَّا يساعد في تقليل الأثر البيئي والطَّلب على الموارد الطبيعيَّة.
ويبدأ إنتاج لحم المعمل بجمع خلايا عضليَّة من حيوانات حقيقيَّة، عادةً من الأبقار أو الدَّجاج، وتُؤخذ هذه الخلايا بطريقة غير مؤلمةٍ، ثمَّ تُزرع في بيئة مختبريَّة تتوفَّر فيها العناصر الغذائيَّة الضروريَّة للنموِّ وتُوضع الخلايا في مفاعلات حيويَّة، حيث تُعطَى الظروف المناسبة؛ لتتكاثر وتنمو، ومع مرور الوقت، تتحوَّل هذه الخلايا إلى أنسجة لحميَّة تشبه اللَّحم الطبيعي.
يتميَّز إنتاج لحم المعمل بكونه أكثر استدامة من طرق تربية الحيوانات التقليديَّة، حيث يتطلَّب موارد أقل من الماء والأرض، كما يُنتج انبعاثات كربونيَّة أقل، بالإضافة إلى ذلك، يمكن التحكُّم في ظروف الإنتاج؛ لتكون أكثر نظافةً؛ ممَّا يقلِّل من مخاطر الأمراض المرتبطة بالحيوانات، وكما هو معلوم أنَّ اللَّحم الحقيقيَّ يحتوي على مجموعة متنوِّعة من العناصر الغذائيَّة، فإنَّ لحم المعمل يمكن أنْ يُعدَّل ليحتوي على نسب متوازنة من البروتينات والدُّهون؛ ممَّا يمكنه تعزيز لحم المعمل، بمكوِّنات إضافيَّة مثل: الفيتامينات، والأحماض الدُّهنيَّة الصحيَّة.
يظل الطعم والملمس من التحديات في إنتاج لحم المعمل، على الرغم من الجهود المبذولة لتقليد اللحم الحقيقي، وقد يختلف طعمه وملمسه عن اللحم التقليدي؛ بسبب اختلاف طريقة الإنتاج، حالياً بدأت بعض الدول مثل الولايات المتحدة، وهولندا، وسنغافورة في تقديم لحم المعمل في المطاعم، حيث أبدى المستهلكون إعجابهم بالطعم القريب جداً من اللحم الطبيعي.
يُعتبر لحم المعمل خطوةً مبتكرةً نحو تحقيق الاستدامة في مجال الغذاء، حيث يوفِّر بديلًا محتملًا لطرق الإنتاج التقليديَّة، على الرغم من التحدِّيات المرتبطة به، فإنَّ الفوائد البيئيَّة والصحيَّة المحتملة تجعله خيارًا مثيرًا للاهتمام لمستقبل الأغذية، ومع تطوُّر التكنولوجيا يمكن أنْ يصبح لحم المعمل جزءًا أساسًا من نظامنا الغذائي، ممَّا يساهم في تلبية احتياجات العالم المتزايدة من الغذاء بشكل مستدام.