تابعتُ -كالكثيرين غيري- الانتخابات الرئاسيَّة الأمريكيَّة؛ لقناعتنا بأنَّ اختيار الرئيس القادم لأمريكا سيرمي بظلاله على كافَّة الأحداث التي تدور في العالم، لكنَّني هنا أنظر لهذا الاختيار الذي قام به الشعب الأمريكي من زاوية مختلفة، حيث إنَّه من المعلوم أنَّ الشعب الأمريكي لا يُعنى بالسِّياسات الخارجيَّة لدولته، بقدر ما يهتم بما يحمله المرشَّح من أفكار وسياسات تمسُّ الحياة اليوميَّة للمواطن الأمريكي، وقد لُوحظ استياء أغلب الشعب الأمريكي من السياسة الممنهجة التي يتبعها الحزب الديموقراطي، من سعي دؤوب للقضاء على المفاهيم الإنسانيَّة المتعلِّقة بالحفاظ على كيان الأسرة، وتعميق مفهوم الجندرة في المجتمع الأمريكي، وتصديره لكافَّة دول العالم؛ لتحقيق أجندات خاصَّة لهدم الشعوب من الداخل، وصرَّح الرئيس ترامب برفضه لهذا المشروع، وأعلن عداءه له في أكثر من لقاء جماهيري، ومن وجهة نظري فإنَّ النجاح الذي تم تحقيقه من قِبله كان لخوف الشَّارع الأمريكي من توغُّل الحملة الديموقراطيَّة في إفساد أبنائه، ومحاربة الأسرة، وهو ما جاء ترامب حاملًا راية الدفاع عنه.
لقد أعجبتني مقولة أحد الدُّعاة عندما سُئل عن الآليَّات الصحيحة لدعوة الغرب في الدخول للإسلام، فذكر أنَّ الدُّعاة الآن مطالبون بإعادة الغرب إلى الفطرة السويَّة أوَّلًا، ومن ثمَّ دعوتهم للدخول في الإسلام، وهي مقولة توقَّفتُ عندها طويلًا، حيث إنَّها تعبِّر عن حقيقة ما وصل إليه الغرب من وضع سياسات تهدف إلى إخراج الإنسان عن الفطرة السليمة، وجعلهم يعيثون في الأرض فسادًا؛ لتحقيق أجندات سياسيَّة عُليا، إنَّنا لا نتوقَّع أنْ يكون هناك تغيير جذري في السياسة الأمريكيَّة، ولكنَّنا نأمل أنْ يكون الرئيس المنتخب سيفًا لقطع دابر دعاوى الانحلال والفسوق، قبل أنْ تكون نهجًا وسياسة عالميَّة.
د. أنور علي بخرجي
محامٍ ومستشارٌ قانونيٌّ