Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

سقط المتاع ما خفي أعظم!

ضمير متكلم

A A
* المتابع لإفرازات الإنترنت وبرامجها التفاعليَّة المختلفة في ساحتنا، وفي ثنايا مجتمعنا، سيجد -مع التقدير لكلِّ الفضلاء والمحترمين- أنَّ هناك مجموعةً مِن مشاهير مواقع التواصل لا يملكون حقيقةً (أيَّ شيءٍ)، بل هم مِن سَقْطِ المَتَاع، ومع ذلك يتابعهم ويلهث وراءهم مئات الألوف، بل وأحيانًا الملايين من النَّاس؛ لتتنافس بعدها عليهم شركات الدِّعاية والإعلان!

*****

* أولئك فريق منها يمتلك بعض الطَّاقَات؛ ولكن فرَّغوها سلبيًّا بحثًا عن لَفت الأنظار؛ فأدواتهم وبضاعتهم (التَّهريج، والمقاطع الشَّامتة بالغير، أو المستهزئة بهم، وأحيانًا السُّخرية من أبناء القبائل والمناطق، وبعض العادات والقيم، وحتى الوصول لمحطَّة النَّيل من المُسلَّمات والثَّوابت الدِّينيَّة والوطنيَّة)؛ وذلك لما يتَّصفون به من جهل بالواقع والعواقب؛ ولما وجدوه من مساحات كبيرة وواسعة من الاهتمام.

*****

* الرِّعاية والعناية والاهتمام الذي حظي بها (أولئك المشاهير) قاد طائفةً منهم إلى ممارسة التَّنظير والتَّحليل، زاعمين أنَّهم بتفاهاتهم يقدِّمون الدُّروس والنَّظريات والنَّصائح التربويَّة، والخطير بل الأخطر (هنا)، أنَّ منهم مَن غَدا وأمسَى رمزًا يؤثِّر بالنَّاشئة، يبحثون عنه ويُطاردونه أَنَّى ذهب، يقتدُون به في هيئته ولسانه وسلوكيَّاته!

*****

* وهنا السَّماح بانتشار تلك (الثقافة المهترئة)، والتَّرويج لها ولخطابها (السَّمِج والشَّوارعيِّ والفاسد أحيانًا)، وكذا قيام بعض الجهات المسؤولة بتقديم أولئك المشاهير؛ ليكونوا في الصفوف الأُولَى من فعالياتها وسفرياتها في حين يغيب عنها العلماء والمثقَّفون، وكذا رعاية المؤسَّسات الخاصَّة لهم طلبًا للإعلان التجاري.

*****

* كلُّ ذلك يهدِّد لغة وسلوكيَّات شبابنا من الجنسين؛ فبعض أولئك مارسوا النَّصب والاحتيال؛ بحثًا عن المال، ومنهم الذي سقط في ممارسات غير أخلاقيَّة وصلت لأقسام الشرطة، ومكاتب النِّيابة العامَّة، وما خفي من تصرُّفات وهفوات (أولئك) بالتأكيد أعظم وأخطر!

*****

* ولذا لابُدَّ من حملة تبليك، ومقاطعة، وتنديد مشابهة لتلك التي دارت رحاها في أمريكا وأوروبا؛ للحدِّ من سيطرة (حمقى المشاهير) على المجتمع؛ وتلك أراها مسؤوليَّة المؤسَّسات والمنابر التربويَّة والدعويَّة، كما أنَّ على المتخصِّصين من علماء الاجتماع، أنْ يدرسوا تلك الظاهرة، ويُحلِّلوها، ثم يضعوا خطَّة ممنهجة للحدِّ منها؛ أمَّا أهم الأسلحة لمواجهتها فوعينا بخطورتها، وتوقُّفنا التَّام عن صناعتها بالمتابعة المسؤولة التي تطرد الغثَّ، وتبحث فقط عـن السَّمين، وسلامتكم. aaljamiliyahoo.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store