هذا الإرث الثقافي يجد اليوم صدى واسعاً في الرياض من خلال "أيام السودان" التي أقيمت في حديقة السويدي ضمن مبادرة "تعزيز التواصل مع المقيمين" التي أطلقتها وزارة الإعلام بالتعاون مع الهيئة العامة للترفيه تحت شعار "انسجام عالمي"، حيث شكّلت هذه الفعالية جسرًا لتعزيز الروابط بين السودانيين المقيمين والمجتمع السعودي والمقيمين الآخرين، مقدمةً السودان بتراثه الفريد وأصالته، مجددةً التواصل الثقافي ومشاركة القيم والتقاليد المتجذرة في عمق تاريخه.
وتُعتبر الحكايات الشعبية السودانية من أعمق تجليات التراث، إذ يحتفظ الكبار بروايات تنبض بالحكمة والتحدي، وتُروى لتغرس روح الأمل والصمود في نفوس الأجيال الجديدة، كما تلعب الموسيقى السودانية، بأنغام الطمبور والدلوكة، دورًا رئيسيًا في إحياء التراث، إذ تحمل رسائل مليئة بالشجن والبساطة، وتظل قادرة في الوقت نفسه على بث الفرح والأمل، كما تعكس التعبيرات الفنية السودانية الأخرى، كالحرف اليدوية المتميزة بالألوان الزاهية والنقوش المتقنة الثروة الثقافية للسودان، فالعمل في هذه الفنون يعيد شيئًا من الاستقرار والسكينة إلى حياة الناس، ويمنحهم شعورًا بالإنجاز والانتماء، مما يساعدهم في إعادة بناء مجتمعاتهم بروح متجددة.
في ختام "أيام السودان" ضمن مبادرة "تعزيز التواصل مع المقيمين", نجد أن التراث السوداني يشكّل مصدرًا استثنائيًا للصمود والأمل، يروي قصصاً غنية بالتنوع والتجدد، ورغم التحديات، يظل اعتزاز السودانيين بثقافتهم الغنية بالفنون والتقاليد جسرًا متينًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا، يعيد لأجيالهم شعور الوحدة ويجدد حلم الحياة الكريمة.