موسم الرِّياض الاستثنائي في كل عام يتحفنا بما يفوق أحلامنا؛ ليحققها بصورة استثنائيَّة، يجعل العالم بأسره يوجَّه أنظاره نحو الرِّياض عاصمة الجَمَال، والثَّقافة، والإبداع، والفنِّ الرَّاقي، وتكريمِ المبدعين والملهمين مَن صنعوا لأنفسهم وأوطانهم علامةً فارقةً في تاريخ البشريَّة. ليلة إيلي صعب كانت مبهرةً بأقصى درجات الإبهار، وبما يفوق اللِّيالي العالميَّة بنكهة سعوديَّة، وتفوُّق مبهر للغاية، وحضور فخم وراقٍ جدًّا لرموز الفن والابداع العالمي.
كل تفاصيل الحفل، وقصة نجاح الفنَّان والمصمِّم العالمي إيلي صعب، امتدَّت لأكثر من خمسة وأربعين عامًا، ابتدأت من الثمانينيَّات، وكما صرَّح معالي المستشار تركي آل الشيخ بأنَّ البداية كانت من الرِّياض، والتَّتويج بالمسيرة الحافلة لهذا المصمِّم العالمي لابُدَّ أنْ تكونَ هنا في قلب العاصمة، التي تمثِّل اليوم مصدر إشعاع نوراني، وجمال وإبداع يليق بجودة الحياة، ومواكبًا كل المنجزات السعوديَّة اليوم. قصَّة نجاحه وتفوُّقه على أقرانه تستحقُّ الدِّراسة والتَّمعن فيها جيِّدًا؛ لأنَّها تستحق.
كل الذي تابع الفعاليَّة، كان ينتظر إطلالةً مميَّزةً لرمزٍ فنِّي كبير في عالم الغناء، عشنا مع هذا الصَّوت الجميل والقوي، والحضور الاستثنائي لهذا الصوت مع فيلم تايتنك، الجيل الجديد ما بعد الألفيَّة، قد لا يعرف عظمة هذا الصوت الفريد والقوي والآسر، لكنَّني سوف أتحدَّث عن هذه الإنسانة والفنَّانة المبدعة المحبِّة للحياة حتَّى في كلمات أغنيتها التي تقول: أنا على قيد الحياة، وبكل فيض المشاعر التي عبَّرت بها وحركاتها على المسرح، وتفاعلها مع الجمهور، استشعرت من دموع عينيها هذا التأثُّر الكبير، وأنَّها مازالت حاضرةً وبقوَّةٍ في قلوب محبِّيها الذين يقدِّرون تاريخها وفنَّها الرفيع. سيلين ديون تستحقُّ لقب أيقونة الحياة الحقيقيَّة، وهي التي قدَّمت فيلمًا وثائقيًّا عام 2022م، عن مرضها، ومعاناتها معه، والآلام التي كانت تعيشها، لم تستسلم إطلاقًا، وتحدَّثت بشفافيَّة مع محبِّيها عن تجربتها مع مرض متلازمة الشَّخص المتصلِّب، وهو اضطرابٌ عصبيٌّ نادرٌ يتسبَّبُ في تشنُّجات عضليَّة، ومشكلات في الحركة.
فيلم (أنا سيلين ديون)، يُعطي رسالةً قويَّةً لمواجهة التحدِّيات الصحيَّة التي قد تصادف أيَّ إنسان في حياته، وكيف كانت ردَّة فعل «ديون»، وكيف أثَّرت هذه التجربة على حياتها المهنيَّة والشخصيَّة، وظهرت في بعض المشاهد وهي تعاني من آلام شديدة؛ ممَّا جعل كل الجماهير المحبِّة لها تتعاطف معها، طاقة الحب التي استشعرتها «ديون» معنا في الرياض، وعشناها معها، وهي على المسرح بكل فيض المشاعر تؤكِّد على أنَّ الرُّوح تحلِّق بعيدًا، وتتحدَّى كل الصعاب، مهما كانت مرارة الأيام، وقسوة الآلام.
ما أروع أنْ يكون للفنان رسالة إنسانية، فمن خلال ما قدمته هذه العملاقة الكبيرة من تجربة صعبة، لكنها تحمل نظرة عميقة من قبل أشهر المغنيات في العالم.. كم أنت قوية ديون، وصمودك أمام المرض يعطي رسائل ولا أروع، ورأيت في عينيك ودموعك كم أنت سعيدة؛ لأنك تجاوزت المرض، وعدت وبقوة للحياة.
كم نحن ممتنُّون لهيئة التَّرفيه لهذه الليلة الاستثنائيَّة، ولكون (سلين ديون) بيننا، ومعنا، شخصيَّة ملهمة في نجاحها وتفوِّقها الفنِّي، وإيمانها العميق بقدرتها على العودة للحياة، ولتكون رمزًا للتحدِّي والحبِّ الذي من خلاله نستطيع أنْ نتجاوز أصعب المواقف التي تمرُّ علينا في هذه الدُّنيا. من هنا، من الرِّياض عاصمة الإلهام والإبداع،، نبعث رسائل معطَّرة بالحبِّ لكلِّ مَن يعيش على كوكب الأرض.. هذه السعوديَّة ترحِّب بكلِّ الثقافات، وتنشر عبير التميُّز والإبداع، وجودة الحياة، وتكرِّم المبدعين والحالمين والمتميِّزين في كل المجالات.