أُحبُّك يا رسول الله من مهدي إلى اللَّحدِ
رغم أنِّي ما قاتلتُ يومًا في «بدرٍ» ولا «أُحد»
وما كنتُ «زُبيرًا» ولا «طلحة» ولا «زيدًا» ولا «سعد»
أُحبُّك يا رسولَ الله رغم أنِّي ما قمتُ اللَّيل حتَّى تفطَّرت قدمي
ولا وجهي في سبيل الله «بأبي وأمي» فداك دُمي
ولا جسدي «يوم مؤتة» بسهمٍ هناك رُمي
ولا «يوم البقيع» تسلسل الدمع من مقلتي هَمِّي
أُحبُّك يا رسولَ الله وما كحَّلتُ عيني في حلمٍ برؤياك
ولا في شوقٍ صافحتْ يدي يُمناك
وما كنتُ «أبا بكر» الذي بالنَّفسِ والمال واساك
ولا «عمر» الذي كمدًا أبى ينعاك
ولا «عثمان» الذي شرفًا أنكحته بنتيك
ولا «علي» الذي ما زال بالرُّوح يفداك
أُحبُّك يا رسولَ الله وما حملتُ الزَّاد سرًّا إلى الغارِ
وما كانت «دار الأرقم» بمكَّة داري
وما هاجرتُ فرارًا بإيماني إلى الباري
ولا تشرَّفتُ بكوني من الأنصارِ
ولا زاحمتُ «حسَّانًا» فخرًا بأشعاري
ولا كنتُ «ثعلبة» الذي فرَّ بذنبه خوفًا من النَّارِ
أُحبُّك يا رسولَ الله رغمَ أنِّي ما سمعتُ صوت الجذع
الذي حنينًا بكت عيناه
ولا صوت الحَصَى الذي قد ناجى بين كفَّيك مولاه
ولا صوت البعير الذي -في أسى- قد بثَّ شكواه
وما كنتُ بين الرَّكب الذي حينما انشقَّ البدرُ
قالوا: بالأمس إنَّا قد رأيناه
وما كنتُ «ثوبان» الذي قال: ما بي من سقم بيد أنَّ القلب يهواه
فيا أسفي، ويا لهفي على حبيبٍ لا أطيبُ إلَّا حين لقياه
أُحبُّك يا رسولَ الله رغم أنِّي ما نظمتُ في مدحك شعرًا ولا ديوان
وما كنتُ يومًا من أصحاب بيعة الرضوان
ولا شاهدًا حينما -هيبةً- تصدَّع «الإيوان»
أُحبُّك يا رسولَ الله رغم أنِّي ما شهدتُ براءة «الصِّديق» في النورِ
ولا حينما أنبأك العليمُ بأنَّ «الكليم» قد ناجى ربَّه في الطورِ
أُحبُّك يا رسولَ الله رغم أنِّي ما كنتُ ثانيَ اثنينِ في الهجري
وما لاقيتُ «موسى» حينما سقَى بلَا أجرِ
ولا تلوتُ في حضرة القُدس آياتٍ من الفجرِ
أُحبُّك يا رسولَ الله فهلَّا تسمح لعيني حُزنًا بأن تدمع
فقد جئتُ يا حبيبَ الرَّحمن مجرمًا أطمع
حين أُساق إلى النيران يوم الحشر أنْ تشفع