رُغْم ما يُقال عن تأخُّر سير العمل الإنشائي فيه، إلَّا أنَّني سعيد للغاية باقتراب إنجاز مشروع طريق جدَّة مكَّة الجديد، الذي يُعتبر من أبرز المشروعات الحيويَّة التي تُسهِمُ في تسهيل تنقُّل ضيوف الرَّحمن من الحُجَّاج والمُعتمرِين، وكذلك السُيَّاح المُتنقِّلين بين جدَّة والطَّائف، مرورًا بمكَّة، ومعهم باقي سُكَّان مدن ومُحافظات وقُرَى وهِجَر ومراكز منطقة مكَّة المكرَّمة.
ويختصر الطَّريق -عند إنجازه- وقت الرِّحلة بين جدَّة ومكَّة إلى ٣٥ دقيقةً فقطْ! وهو أقصرُ زمنٍ يُسجَّل في التَّاريخ لقطع المسافة بين المدينتين.
ويبلغ طول الطريق الجديد ٦٢ كيلومترًا، ويبدأ من تقاطع حيِّ النُّزهة في جدَّة بالقُرْب من مطار الملك عبدالعزيز، إلى الطَّريق الدَّائري الرَّابع في مكَّة، ويشتمل على ٤ مسارات في كلِّ اتِّجاه، مع جزيرة وسطيَّة بعرض ١٦ مترًا، وما نُفِّذَ منه -حتَّى الآنَ- هو ٥١ كيلومترًا، أي نسبة ٨٢٪ من طوله الفارع.
ومصدر سعادتي الأكبر، هو أنَّه طريق ٢ في ١، بمعنى أنَّه سوف يُحسِّن الحركة المروريَّة داخل جدَّة ومكَّة نفسهما، وسيُقلِّل الازدحام المروري على الطُّرق الخارجيَّة الأُخْرى التي تربط بين جدَّة ومكَّة، وأهمُّها طريق الحرمَين الدَّائري داخل جدَّة، والذي سُمِّيَ في بدايات تشغيله قبل عقود بالخطِّ السَّريع، وأمسى اليوم خطًّا بطيئًا بامتياز، مثل بطء السلحفاة التي أنهكها الزَّمن؛ لازدحامه في كلِّ وقت، خلال الليل والنَّهار، وفي أيَّام الدِّراسة والعمل العاديَّة، وفي إجازة نهاية الأسبوع، والمناسبات، والعُطلات، وأمسى النَّاس يقبعُون في أعناق زُجاجات ازدحامه داخل سيَّاراتهم وقتًا يُعادل تقريبًا وقت السِّياقة من نهايته إلى بداية مكَّة، رغم أنَّ طول هذا الجزء (حوالى ١٥ كيلومترًا)، هو خُمْس طول باقي طريق الحرمَين المُتَّجه إلى مكَّة (حوالى ٧٥ كيلومترًا)، بل وربَّما وقتًا أكثر من ذلك خلال الفترة الزَّمنيَّة من بعد صلاة العصر، وحتَّى ساعة متأخِّرة من الليل؛ بسبب إشغال شاحنات نقل البضائع لمساره الأيمن، وهي بالمئات إنْ لم تكن بالآلاف!.
فالحمدُ لله، ثمَّ الشكرُ لوزارة النَّقل، وأمانتَي المدينتَين على الطَّريق الجديد، وأهلُ جدَّة ومكَّة بانتظار مزيدٍ من المشروعات الجديدة، التي تخدم البلاد والعباد.