قيم الانتماء الوطنيِّ في المملكة العربيَّة السعوديَّة، هي نبضُ هذا الوطن وروحه الحيَّة، تسري في عروق كل مواطن ومواطنة، وتشكِّل درعًا يحمي وحدة البلاد، ويعزِّز تماسكها في مواجهة التحدِّيات. فمنذ أنْ وحَّد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- هذه الأرض، تحت راية واحدة، ترسَّخت مشاعر الولاء والانتماء في قلوب السعوديِّين، وأصبحت القوَّة الدافعة نحو البناء والنهضة.
في كلِّ زاوية من هذا الوطن، يظهر الانتماء الوطني كواقع متجدِّد يُترجم إلى أفعال؛ تسهم في صنع مستقبل مشرق. يتجلَّى هذا الشعور في حبِّ الأرض واحترام تراثها، وفي العمل الدؤوب الذي يجعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. إنَّه شعور موحَّد يجمع الجميع على هدف واحد: «رفعة المملكة وازدهارها».
عندما أُطلقت رؤية المملكة 2030، كانت أكثر من خطة تنمويَّة؛ كانت دعوة لإحياء قِيم الانتماء؛ وتحويلها إلى طاقة بناء تُضيء المستقبل. في ظل هذه الرؤية، أصبح المواطن السعودي شريكًا رئيسًا في الإنجاز، يبدع ويبتكر لخدمة وطنه. هذا الانخراط النشط يعكس التقاء القِيم الراسخة بالطموحات التي لا تعرف حدودًا، وهو ما يجعل المملكة مثالًا يُحتذى به.
الانتماء الوطني يعني أنْ يكون كلُّ فردٍ جزءًا من قصة نجاح الوطن، قصة تُكتب كل صباح بأيدي السعوديِّين في جميع الميادين. كل جهد، مهما بدا بسيطًا، يشكِّل لَبِنة في بناء هذا الوطن العظيم. وفي الأوقات الصَّعبة، كما شهدنا خلال جائحة كورونا، أثبت السعوديُّون أنَّ الانتماء الوطني يتجاوز الأقوال، ليصبح أفعالًا تُثبت أسمَى معاني الوحدة والتلاحم.
الهويَّة الوطنيَّة السعوديَّة ليست مجرَّد ماضٍ نفخر به، بل حاضر نعيشه، ومستقبل نسعى لتحقيقه. من تاريخ غني بالكفاح والإنجازات؛ إلى حاضر نكتب فيه فصولًا جديدةً من التقدُّم، تبقي المملكة مصدر فخر وإلهام. هذه الهويَّة تنعكس بوضوح في أعين الأجيال الجديدة، التي تتعلَّم منذ الصغر أنَّ حب الوطن مسؤوليَّة تحملها القلوب، وتسعى لترجمتها إلى أفعال.
المملكة العربيَّة السعوديَّة هي حكاية طموح لا ينتهي، أرض تحتضن أحلام أبنائها، وتدفعهم ليصبحوا صُنَّاع المستقبل. من سهولها إلى جبالها، ومن صحرائها إلى مدنها، تحمل كل شبر فيها رسالة واضحة: «هنا ينتمي القلب، وهنا تُصنع الأمجاد».
قِيم الانتماء الوطني هي الشُّعلة التي تضيءُ طريق السعوديِّين نحو مستقبل أفضل. إنَّها الروابط التي تجمع القيادة والشعب، والإرادة التي تتحدَّى المستحيل. مع كل يوم جديد، تستمر المملكة في كتابة قصَّة خالدة، قصَّة وطن يزدهر بقيمه، يكبرُ بإنجازات أبنائه، ويبقى رمزًا للوحدة والفخر والتقدُّم.