في لوحة فنية تنبض بعبق التراث والابتكار، يشارك جناح حرفة سدو من منطقة حائل، بإدارة بشرى فريح العنزي، في النسخة الثانية من معرض الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بَنان)، مقدماً مزيجاً فريداً من المشغولات التقليدية والابتكارات المعاصرة، حيث يعكس الجناح جماليات فن السدو التقليدي؛ الذي يُعتبر أحد رموز الهوية الثقافية للمجتمع البدوي، من خلال مشغولات نسائية وديكورات منزلية تحمل طابعاً خاصاً يجمع بين الأصالة والتجديد.
ويعبر السدو عن تكيّف الإنسان البدوي مع بيئته الصحراوية القاسية، حيث اعتمد على الموارد الطبيعية المتاحة مثل صوف الأغنام وشعر الماعز ووبر الإبل، حيث يتم غزل هذه المواد ونسجها يدوياً باستخدام أدوات خشبية بسيطة كالنول، مما يُبرز براعة الحرفيين في تحويل تلك المواد إلى قطع فنية عملية تعكس روح الحياة البدوية.
وأوضحت بشرى العنزي أن الجناح يسعى لتسليط الضوء على القيمة الثقافية للسدو؛ باعتباره جزءاً من التراث السعودي الذي حُفر اسمه في قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي لليونسكو، موضحة أن جناحها لا يكتفي بعرض القطع التقليدية، بل يقدم ابتكارات معاصرة تجمع بين السدو والخوص، مثل تصميم حقيبة نسائية فريدة تمزج بين الخامات التقليدية بطريقة تعكس إبداع الحرفيات في حائل.
ويُبرز الجناح، أيضاً، دور السدو في تطوير سوق صناعة النسيج والحياكة في المملكة، حيث يتحول هذا الفن إلى مصدر إلهام للابتكار في التصاميم العصرية، وتُعد مشاركة جناح السدو فرصة مثالية للزوار للتعرف إلى هذا التراث الحي ومعايشة تجربة فنية تربط الماضي بالحاضر، وتؤكد أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي السعودي كمصدر اعتزاز وإلهام.
