في ظل العصر الرقمي، أصبحت الحروب الإعلاميَّة إحدى الأدوات الأساسيَّة التي تُستخدم لاستهداف الدول ذات التأثير الإقليمي والعالمي. ومن بين هذه الدول، المملكة العربيَّة السعوديَّة، التي تتعرَّض لحملات ممنهجة. يتم ذلك عبر نشر الإشاعات المغرضة، وتزييف الحقائق؛ بهدف تأجيج الرأي العام العربي والدولي ضدها.
وتهدف هذه الحملات إلى تشويه صورة المملكة، وتقويض إنجازاتها ومواقفها المشرِّفة في خدمة قضايا العرب والمسلمين، مستغلِّةً المنصَّات الرقميَّة والإعلاميَّة لنشر الأكاذيب بشكلٍ مكثَّفٍ وسريعٍ. ورغم ذلك، فإنَّ هذه المحاولات لنْ تنالَ من مكانة المملكة، التي تُعدُّ ركيزةَ استقرارٍ سياسيٍّ واقتصاديٍّ، إقليميٍّ ودوليٍّ.
وتتمتَّع المملكة بقيادة رشيدة، تتمثَّل في خادم الحرمين الشَّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اللذين يعملان على ترسيخ مكانة السعوديَّة كقوَّة عالميَّة ذات رُؤية إستراتيجيَّة مستقبليَّة. ومن خلال رُؤية السعوديَّة 2030، تحقِّق المملكة قفزاتٍ نوعيَّةً في شتَّى المجالات الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والسياسيَّة، مؤكِّدةً التزامها بتحقيق التَّنمية المُستدامة داخليًّا وخارجيًّا.
ولم تتوانَ المملكة في دعم أشقائها العرب والمسلمين في مختلف الأزمات. ومن أبرز الأمثلة القضيَّة الفلسطينيَّة، حيث تظلُّ السعوديَّة من أكبر الدَّاعمين للقضيَّة الفلسطينيَّة، حيث تقدِّم الدعم السياسي والمالي للفلسطينيِّين، وتؤكِّد دائمًا على حقِّهم في إقامة دولتهم المستقلَّة وعاصمتها القُدس الشَّرقيَّة، كما قامت بدعم الدول المتضرِّرة من الأزمات، وعلى إثره قدَّمت المملكة مساعدات سخيَّة للعديد من الدول العربيَّة والإسلاميَّة التي واجهت أزمات، مثل اليمن، وسوريا، ولبنان، لتخفيف معاناة شعوبها.
وفيما يتعلَّق بالتنمية العالميَّة، أسهمت المملكة في دعم برامج الأمم المتحدة للتنمية، ومبادرات محاربة الفقر والأوبئة حول العالم؛ ممَّا يعكس التزامها بدورها كدولة مسؤولة على الساحة الدوليَّة.
وتُعدُّ السعوديَّة رائدةً في الإنجازات العالميَّة، وهي كفيلة بدحض الإشاعات المغرضة، التي تسعى إلى تقليل جهودها على مستوى العالم، ومن أبرزها مبادرات الطَّاقة النَّظيفة، حيث قادت المملكة جهود التحوُّل نحو الطاقة المتجدِّدة، من خلال إطلاق مشروعات مثل مدينة نيوم، ومبادرة السعوديَّة الخضراء؛ ممَّا يعزِّز مكانتها كقائد عالمي في مواجهة تحدِّيات التغيُّر المناخي.
إضافة إلى العمل الإنساني والإغاثي، والتي جعلت المملكة من أكبر المانحين للمساعدات الإنسانيَّة حول العالم، حيث يدير مركز الملك سلمان للإغاثة العديد من المشروعات الإغاثيَّة في أكثر من 40 دولةً.
ومن الإنجازات أيضًا مساهمة السعوديَّة في دعم الاستقرار الإقليمي، حيث تسعى المملكة إلى حلِّ النزاعات الإقليميَّة عبر الدبلوماسيَّة، وتعزيز السَّلام من خلال الحوار والتفاهم المشترك.
وتنتهج المملكة الشفافيَّة في التعامل مع التحدِّيات والإنجازات التي يمكن التحقُّق منها بسهولة على أرض الواقع، إضافة لثقة الشعب السعودي في قيادته ودعمها اللامحدود، وأيضًا العلاقات الإستراتيجيَّة التي تربط المملكة بالعديد من دول العالم.
ختامًا إنَّ الحملات الإعلاميَّة المغرضة ضد المملكة لن تُغيِّر الحقائق، ولن تنال من مكانة هذا الوطن العريق، فالإنجازات على أرض الواقع، والمواقف الثابتة تجاه القضايا الإنسانيَّة والإسلاميَّة والعربيَّة، هي الردُّ الأمثل على تلك الإشاعات، وستبقى المملكة شامخةً بقيادتها وشعبها، تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا.
حاتم سعد العميري
@Hatem1403