أنهى منتخبنا آخر مباراتين مع أستراليا وإندونيسيا خارج الدِّيار تحت إشراف المدرب الفرنسي هرفي رينارد، حيث تعادل في الأُولى، وخسر في الثانية، وظهرت جزء من الرُّوح القتاليَّة خاصَّة في المباراة الأولى، والمباراة الثانية للنسيان، ويتبقى له أربع مباريات مع كلٍّ من البحرين واليابان والصين، وأخيرًا أستراليا على أرض المنتخب السعودي، وأملنا -إنْ شاءَ اللهُ- بالتَّأهل لكأس العالم، حيث إنَّ منتخبنا في السنوات الماضية مرَّ بعدَّة مراحل، وقدَّم مباريات متميِّزة، وكان من أهم هذه المباريات فوزه على منتخب الأرجنتين في بطولة كأس العالم 2022 بدولة قطر الشقيقة، بعد تقديم مستوى رائع أبهر العالم، ولظروف المدرب الفرنسي هرفي رينارد، اعتذر عن الاستمرار في قياده المنتخب، ونجد عذرًا له؛ لأنَّه فضَّل التعاقد مع منتخب بلاده، رغم فارق العرض والاستحقاقات الماليَّة بين الاثنين، واتَّجه منتخبنا بعد ذلك إلى المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، ولكن -للأسف- لم يقدِّم المنتخب مستواه المعروف في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم، وبعد النتائج السلبيَّة قرر الاتحاد السعودي إنهاء عقده وتوديعه وشكره على ما قدَّمه، وتم التعاقد مرَّة أُخْرى مع المدرب السابق رينارد.
وحسب قياده المدربين مانشيني ورينارد للمنتخب، وجدنا أنَّ هناك فرقًا بين المدرِّبين، حيث إن مانشيني لم يصل إلى توليفة مناسبة للمنتخب، وهذا يعود لعدة أمور أولها عدم وجود لاعبين ذوي خبرة ويشاركون أساسيين في أنديتهم بدوري روشن، وبالتالي أغلب اختيارات مانشيني كانت من دكة احتياط الأندية وبعض اللاعبين الأساسيِّين في أنديتهم وهم قلَّة إضافة إلى أنَّه لم يراعِ الجانب النفسي لدى اللاعبين بتصريحاته الصحفيَّة من استبعاد، وانتقاد بعض اللاعبين المبدعين، التي لها تأثير سلبي علي نفسية اللاعب، ولكن يونارد ونتوقَّع أنَّه كان -ولازال- قائدًا فنيًّا وإداريًّا ناجحًا، لعب على الوتر الحساس وهي تشجيع اللاعبين ودراسة نفسياتهم، وكان فنيًّا محنكًا داخل الملعب، وإداريًّا ناجعًا خارجه، سواء بالتعامل مع اللاعبين، أو التصريحات الصحفيَّة، أو أي أحداث أُخرى لذلك كسب قلوب اللاعبين، وقدموا مباريات بطوليَّة، وبذلوا جهدًا جبارًا في الخروج بنتائج متميزة.
تمنياتنا لمنتخبنا بالعودة إلى مستواه الطبيعي خاصة وإن دولتنا -جزاها الله خيرًا- قدمت الغالي والنفيس لدعم منتخبنا بصفة خاصَّة، والرياضة السعوديَّة بصفة عامَّة؛ لتحقيق رؤية 2030، خاصَّةً وأن هذا المنتخب غالبيته من صغار السن، قليلي الخبرة، ويتم في هذه المرحله تجهيزهم للاستحقاقات المقبلة.
د. عبدالهادي منصور الأحمدي
amahmadisaudi@gmail.com