Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

يكفي معشر النساء!!

No Image

A A
كبرنَا على كلماتٍ باليةٍ باهتةٍ لَا طعمَ لهَا وَلَا رائحةَ ولَا لونَ ولَا أعلمُ مِن أينَ استوردنَا هذِهِ الكلماتِ ولَا أعلمُ مَن الشخصَ الذِي تبنَّي صحَّةَ مثلِ هذهِ العباراتِ والكلماتِ التِي هزَّتْ أغلبَ الصغيراتِ، وجرحتِ الأنوثةَ فِي مهدِهَا، فكبرتِ الصغيرةُ، وبدأتْ تخطُو أُولَى خطواتِ حياتِهَا فِي عالمِ الأنوثةِ فتدخلُ خلسةً لغرفةِ أمهَا وتضعُ المساحيقَ علَى وجهِهَا، وتنظرُ إليهَا بكلِّ براءةٍ، فيُقالُ عنهَا: تغارُ مِن أمهَا وتنافسهَا ومازالتْ قارورةُ الحليبِ بينَ شفتيهَا.

عَن أيِّ غيرةٍ تتحدَّثُونَ؟ فما زالتْ الصغيرةُ فِي المهدِ.

ثمَّ كبرتْ قليلًا وشاهدتْ أمَّهَا وهِي ترتدِي فستانًا زاهيًا ويشعُّ أنوثةً وجمالًا فهمستْ: أريدُ مثلَهُ، فَعُنِّفت بعبارةِ: يكفِي غيرةً مِن أمكِ. فاستنشقتْ عطرهَا المفضَّلَ والتِي رائحتهُ تجوبُ المكانَ، وأرادتْ أنْ تتطيَّبَ مِن طيبِهَا، وأنْ تسعدَ بأنَّ رائحتهَا تشبهُ أمهَا فيُقالُ لهَا: عندمَا تتزوَّجِينَ سوفَ نشترِي لكِ مَا لذَّ وطابَ مِن العطورِ والبخورِ والثيابِ.

فتعجَّبتِ الصغيرةُ ماذَا فعلتْ؟ ومَا هي الجريمةُ التِي اقترفتهَا حتَّى نُعتتْ بالغيرةِ؟ وأينَ تكمنُ المشكلةُ فِي الطيبِ الفاخرِ حتَّى أحظَى بشرفِ الحصولِ علَى بعضِ رذاذهِ أنْ أنتظرَ طويلَ العمرِ أنْ يطرقَ البابَ.

فتمايلتْ وتدلَّلتْ علَى أبيهَا ببراءةِ الأطفالِ، وطبعتْ علَى جبينهِ قبلةً، وهمستْ أريدُ هذهِ اللعبةَ، وتلكَ الحلوَى، ومعهُ الفستانَ الورديَّ، فزمجرتِ الأمُّ: إنَّهَا ضُرَّتِي وتنافسنِي ثمَّ ردَّدتِ العبارةَ التِي عفَا عليهَا الدَّهرُ «البنتُ ضُرَّةُ أُمِّهَا».

أختي وصديقتي الأم.. إنها فلذة كبدك وخرجت من رحمك بعدما تجانست من الصلب والترائب فهي كل ما تراه منك من رعاية واهتمام بأنوثتك تتشربه استعدادا لتكون أنثى تحب ذاتها، هي الآن تقلدك وتسير على خطاك في كل شيء عناية واهتمام بنفسك ولبسك وكيف تعاملين أباها وتلاحط أدق التفاصيل وتحاكيها لتكون أنثى تعشق نفسها وزوجة تحسن التبعل مع شريك حياتها.. فارحموا هذه الطفلة من كلمات عفى عليها الدهر: ضرتي غيرانة مني، تقلدني البنت ضرة أمها.. احتويها بحنان وامسكي يدها فلاعبيها سبعا وأدبيها سبعا وصاحبيها سبعا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store