قبل ٦ أشهر بالتَّمام والكمال، وتحديدًا بتاريخ ١ يوليو ٢٠٢٤م، طالب مجلس الشُّورى، وزارةَ الشؤون البلديَّة والقرويَّة والإسكان، بدراسة أسباب تدهور حالة الشَّوارع في الأحياء، والتَّنسيق مع الجهات الخدميَّة، ووضع خطط وتنفيذ مشروعات مشتركة؛ لإيصال الخدمات لها، دون تأثير على مستوى جودة الطُّرق وحركتها المروريَّة.
فما الذي حدث في شوارع الأحياء، بعد انقضاء نصف سنة، أو ١٨٠ يومًا، أو ٤٣٢٠ ساعةً من مطالبة المجلس؟ سؤالٌ أُجيبُ عنه: بأنَّ في مدينة جدَّة -حيث أسكنُ- (لم يحدثْ شيءٌ)، وأعتقدُ أنَّ الجواب الواقع بين القوسين، وهو (لم يحدثْ شيءٌ) هُو نفسه في باقي مدننا، التي تعاني من تدهور شوارع الأحياء!.
ومع هكذا حالٍ، أتمنَّى أنْ يُكرِّر المجلسُ مطالبته، فمُدَّة ٦ أشهر هي كافية للكشف عن أسباب تدهور حالة الشَّوارع في الأحياء، وللتَّنسيق مع الجهات الخدميَّة، ولوضع خطط وتنفيذ مشروعات مشتركة لإيصال الخدمات للأحياء، دون تأثير على مستوى جودة الطُّرق وحركتها المروريَّة، بل وكافية لبدء تحويل هذه الشوارع لشوارع لائقة بمرحلة رُؤية ٢٠٣٠ الحاليَّة، وصولًا لتجويد الحياة التي لا يمكن تجويدها، بينما الشَّوارع المُلاصقة لمساكن المواطنِينَ والمقيمِينَ متدهورةٌ وغيرُ نموذجيَّةٍ، وهي أقلُّ جودةً من الشَّوارع الرئيسة، وقد اهتمَّت البلديَّات بالشَّوارع الرئيسة أكثرَ ممَّا اهتمَّت بشوارع الأحياء الفرعيَّة، ويا أمانَ المنسيِّين!.
ومع ازدياد عدد السُيَّاح الوافدِين إلينا من الخارج، تزدادُ الحاجة لتحسين شوارع الأحياء، فالسُيَّاح لا يكتفون بسلوك الشَّوارع الرئيسة، بل لديهم الفضول والرَّغبة لمعرفة ومشاهدة كيف يعيشُ النَّاس العاديُّون خلف الشَّوارع الرئيسة، وهذا من حقِّهم بالطَّبع، ومن حقِّنا أنْ نُريهم بعد أنْ نُرِي أنفسنَا ما تقرُّ به العيونُ، وتطمئنّ معه القلوبُ، وتنشرح له الصدورُ، بدلًا من حُفرِ ومطبَّاتِ الأسفلتِ، وكسورِ وانخلاعِ الأرصفةِ، ورداءةِ المزروعاتِ، وغيابِ العلاماتِ المروريَّة، ونُدرةِ الخدمات العامَّة، وزحمةِ مواقف سيَّارات السُكَّان وتصارعهم عليها، وتواضع النَّظافة، وكثرة الجُرذان والقِطط المُشرَّدة، وغير ذلك ممَّا تُعاني منه الكثيرُ من شوارع الأحياء!.
باختصار: مجلس الشُّورى قدَّم المُطالبةَ، وباقِي الاستجابة!.