كنتُ أنتظرُ موعد انطلاق أوَّل رحلةٍ لقطار الرياض، وحين بدأ في استقبال ركَّابه صباح يوم الأحد، على (3) مسارات من أصل (6) مسارات، وهي كالتالي: المسارُ الأوَّلُ الخطُّ الأزرقُ، محور العُليا البطحاء.. والمسارُ الرَّابعُ الخطُّ الأصفرُ، محور طريق الملك خالد الدولي.. والمسارُ السَّادسُ الخطُّ البنفسجيُّ، محور طريق عبدالرحمن بن عوف.. قلتُ للفرح أهلًا، ولتفرح الرِّياض بألوان الطَّيف، ويفرح أهلها، والمقيمون، وكلُّ المُحبِّين بهذا الفرح الباذخ؛ الذي هطل على هذه المدينة الفاتنة، مدينة الأحلام المحقَّقة، مدينة الجَمَال الذي أخذ يكبر، وتكبر مساحاته في كل يوم، وفي كل أنحاء الرِّياض، فهنيئًا للرِّياض، وكلِّ المُحبِّين بهذا المنجز، الذي بدأ يتبختر، وهو يمضي في مساراته؛ ليحمل كل منهم إلى وجهته، وبهدوء يليق بالمدينة، وأهلها الطيِّبين، بعيدًا عن الزَّحام، وعن متاعب القيادة، وقلق الطَّريق.
المسارُ الأزرقُ، المسارُ الأصفرُ، المسارُ البنفسجيُّ، كلُّ هذه الألوان السَّعيدة هي أجمل الألوان عندي، وهي أرقُّ الألوان التي تتزيَّن بها فراشات الحقول؛ لترسم الدَّهشة في جسد الحياة، وفي الرِّياض الحاضر، حياة تتشكَّل بهدوء؛ لترسم في الآتي قصصًا جميلةً، وحكاياتِ نجاحٍ للأجيال الذين باتوا يعيشون معها اليوم، علاقة الدَّهشة تلو الدَّهشة، علاقة مختلفة جدًّا، علاقة مملوءة بمناظر جماليَّة وحضاريَّة!! وكيف (لا) والقطار المشهد؛ الذي يُعدُّ من أجمل عناصر جودة الحياة، فهنيئًا للرِّياض بهذا المُنجز الذي بات حديث العالم.
(خاتمة الهمزة).. تعوَّدت أنْ أختار مفرداتي بعناية، وأنْ أكسوها دائمًا بالأزرق، والأصفر، والبنفسجي، واليوم وجدتها هناك في الرِّياض، تشكِّل سرَّ ومكنونَ ومكوِّناتِ مساراتِ القطارِ.. وهي خاتمتي ودُمتُم.