السَّعادة مطلب لاستمرار الحياة الجميلة، التي لا يعكِّر صفوها شيء، والتي نسعى كلنا للحفاظ عليها، وعدم المساس بها. ولا شكَّ أنَّ البعض يعتقدُ أنَّ السَّعادة والفرح والسرور، هي في جمع المال، فتجده يطلب المال في كل ناحية، وفي كل زاوية؛ باحثًا عن الغنى. والبعض يعتقدُ أنَّ السَّعادة في المنصب الرَّفيع، الذي يستغلُّه صاحبه لمصلحته الشخصيَّة، وكل هذه الأمور قد تجلب السَّعادة، وقد تكون هذه السَّعادة لا محدودة، واسعة، يشعر صاحبها بأنَّه قد حقَّق ذاته، ووصل إلى غايته، وهي السَّعادة الدَّائمة. وأحيانًا تكون هذه السَّعادة محدودةً وقصيرةً، وأحيانًا وهميَّة كسعادة متعاطي المخدِّرات والقات والشبو، التي قد تدمِّر حياة الإنسان الذي يتعاطاها، وقد تُسبِّب العديدَ من الأمراض الجسديَّة والنفسيَّة، التي قد تودي بحياة الشخص.
الملايين من البشر حول العالم يبحثون عن السَّعادة، فتجدهم يقرأون الكُتب التي تُباع في المكتبات عن الحصول عن السَّعادة، وتجدهم يسافرون حول العالم؛ بحثًا عن السَّعادة، ولأنَّ الكثير منهم قد يكون محدود الثقافة، فمن السَّهل أنْ تستهويه الكُتب التجاريَّة البسيطة، التي يكون موضوعها السَّعادة.
وفي ديننا الإسلامي الحنيف، الكثير من الأمور التي لو تمسَّكنا بها لتحقَّقت لنا السَّعادة في الدَّارين: الدنيا، والآخرة، فمنها التمسُّك بالدِّين والالتزام به، ومنها التمسُّك بالأدعية والأذكار الصباحيَّة والمسائيَّة، التي تحفظ الإنسان من كلِّ وسواسٍ وَهَمٍّ. ولا شكَّ بأنَّ هناك بعض الكتب ككتاب الشيخ عايض القرني (لا تحزن)، وهو كتاب ذائع الصِّيت، وكتاب سلوى العضيدان (هكذا هزموا اليأس)، وغيرها الكثير من الكتب التي تزخر بها مكتباتنا -ولله الحمدُ والمِنَّة-.
السَّعادة هي البُعد عن المحبطين والمتشائمين، وهي الحفاظ على الصَّلاة والدُّعاء، كما أنَّها راحة البال، والبُعد عن المنغِّصات والمشكلات، فلا أحدَ يستطيعُ أنْ يهديكَ السَّعادةَ ما لم تكنْ وجهتكَ في الحياةِ، ولا أحدَ يستطيعُ أنْ ينغِّص عليك حياتك، ما لم تسمح له أنت بذلك، فهي وجهتك حتَّى تستمر حياتك على أحسن ما يرام.