تُعتبر الأشجار أحد الحلول الطبيعيَّة الفعَّالة؛ لمكافحة تغيُّر المناخ، وتقليل درجات الحرارة، حيث تعمل الأشجار على تحسين جودة الهواء، من خلال توفير الظلِّ والتبخُّر؛ ممَّا يساعد في تنظيم درجات الحرارة في المناطق المحيطة بها، تشير الدِّراسات إلى أنَّ زراعة ما بين 100 إلى 300 شجرة لكلِّ هكتار، يمكن أنْ تخفِّض درجات الحرارة في المناطق الحضريَّة بمعدَّل يتراوح بين 2 إلى 5 درجات مئويَّة.
زراعة شجرة واحدة يمكن أنْ تمتصَّ ما بين 22 و48 رطلًا من ثاني أكسيد الكربون سنويًّا، وتشير التَّقديرات إلى أنَّ زراعة 1.1 مليار شجرة في الولايات المتَّحدة -وحدها- ستؤدِّي إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 20 مليون طن سنويًّا.
في ظلِّ تزايد الكثافة السكَّانيَّة يصبح من الضروري زراعة المزيد من الأشجار في المدن الكُبْرى التي تعاني من «جزر الحرارة الحضريَّة»، وقد أظهرت الأبحاث أنَّ كل مواطن في المدينة قد يحتاج إلى شجرة واحدة على الأقل؛ للمساعدة في تقليل درجات الحرارة بشكلٍ فعَّال.
في هذا السياق تأتي مبادرة السعودية الخضراء كجزء من الجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي، حيث تهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة في المملكة، وتعزز هذه المبادرة الغطاء النباتي، وتقلل من انبعاثات الكربون؛ مما يسهم في تحسين جودة الهواء، وتقليل درجات الحرارة.
إضافةً إلى الفوائد البيئيَّة، تُساهم زراعة الأشجار -أيضًا- في تحسين نوعيَّة الحياة، من خلال تعزيز المساحات الخضراء في المدن؛ ممَّا يجعلها أكثر جاذبيَّةً وصحَّةً، وفي الحديث الشريف يرشدنا لأهميَّة الوعي الكامل بالزِّراعة، يقول سيِّدنا محمد -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: «إِذَا قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقَومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا، فَليَغْرِسهَا».
لذَا، تُعتبر زراعةُ الأشجار ضرورةً ملحَّةً؛ لتحقيق استدامةٍ بيئيَّةٍ، وتقليل تأثير الاحتباس الحراري، ومبادرات مثل السعوديَّة الخضراء، تمثِّل خطوةً مهمَّةً نحو مستقبل أكثر خضرةً وصحَّةً لكوكبِنَا.