يقع «غدير البنات» أحد المتنزَّهات العريقة تاريخيًّا جنوب متنزَّه الردف بالطَّائف، وكان قبل تأهيله كسدٍّ لحجز مياه الأمطار، وجهةً سياحيَّةً جاذبةً للزوَّار والسيَّاح والمصطافين والأهالي في تلك الضَّاحية للاستمتاع بالجلسات الجميلة على شاطئيه الحافلة بالمخضوضر من الأشجار المتنوِّعة، حيث تسيل مياهه إلى الأودية والقرى الواقعة حوله.
وللإفادة من مياهه كمصدر للرَّي الزراعي وتغذية الآبار الجوفيَّة في تلك الجهات، فقد اهتمَّت وزارة الزراعة والمياه بتأهيله كغيره من السدود الموجودة بالطَّائف للإفادة منه في مجاله.
وقد قرأتُ قبل أيَّام للكاتب الأديب الزَّميل الأستاذ حماد السالمي، في إحدى شذراته المقروءة قوله: (حاولتُ الوصولَ إلى غديرِ البناتِ فما استطعتُ، الطَّريقُ إليه غيرُ معبَّدٍ، وكانَ هذا المعلمُ السياحيُّ مزارًا للسيَّاحِ منذُ عشراتِ السِّنين حتَّى خلَّده الشُّعراءُ في أشعارِهم، والمغنُّون في غنائيَّاتِ الطَّائف الجميلةِ.. لعلَّ أمانة الطَّائف تعبِّد الطَّريقَ إليهِ).
ولقيمة هذا المعلم السياحي، أتمنَّى من لجنة الآثار والسِّياحة شموله بالمقوِّمات الجاذبة، التي تعيده إلى سابق عهده؛ إحياءً لتاريخه العريق المتجدِّد، وأنا على ثقة من تقديرها لذلك.
وأختم هذه العجالة ببعض أبياتٍ شعريَّة من قصيدة تغنَّى بها الشَّاعر الأستاذ حسن عبدالله سراج -رحمه الله- أحد أبناء الطائف، وأحد شعراء المملكة وأدبائها البارزين، في وصف متنزَّه «غدير البنات» من أبياتها:
علَى غديرِ البناتِ
جآذرٌ فاتناتٌ
سحرنَّنِي غادياتٍ
قتلنَنِي رائحاتٍ
علَى غديرِ البناتِ
ردِّدي يَا جبالُ
يَا روابِي يَا تلالُ
وأشهدِي يَا رمالُ
أبدعَ اللهُ الجمالَ
علَى غديرِ البناتِ