* (أكثر من 834.300 متطوع ومتطوعة حصيلة أنشطة التطوع في السعودية، وذلك من يناير وحتى نهاية عام 2023م، حيث أفاد منها ما يزيد على 75 مليون شخص، بينما كان عائدها الاقتصادي نحو 1.233.542.360 ريالا أما الـفرص التطوعية فقد تجاوزت العدد المستهدف السنوي إذ بلغت 528.310 فرصة متجاوزة المستهدف المحدد بـ260.000، فيما بلغت ساعات التطوع 53.551.818 ساعة)، هذا ما أكدته «المنصة الوطنية للتطوع» التي أشـارت إلى وصول المسجلين فيها إلى الرقم 1.810.205.
*****
* تلك الأرقام والإحصائيات نقلتها (قناة العربية) وفيها التأكيد على القفزات الكبيرة بل الهائلة في مسارات التطوع التي تحققت في بلادنا الغالية، وهي التي تجاوزت كل المستهدفات التي سعت لها رؤية 2030م، وفيها قبل ذلك الـبصمة على عشـق (السعوديين) لتلك الـفضيلة الإنسانية؛ حيث (جيناتهم) تنبض بالطيبة وحب الخير ومساعدة الآخرين.
*****
* هذا ومناسبة (اليوم العالمي للتطوع)، ولكي تستمر تلك النجاحات السعودية الرائعة وتنمو في هذا الميدان هناك بعض التّـحديات التي تواجه الـتطوع وممارسيه ومحبيه، أرجو تجاوزها بالمزيد من العمل المؤسسي، ومن تلك التحديات: قيام جهات ما باستغلال المتطوعين؛ باستثمار عطاءاتهم المجانية في فعاليات ذات مردود ومكاسب ربحِـية للمنظمين؛ وكذا الضغط عليهم بساعات عمل طويلة وفي ظروف غير صحية؛ بل هناك من يحرمهم حتى من أبسط حقوقهم كالطعام والمواصلات، وهو ما يجب أن تلتفت لها المؤسسات ذات العلاقة!
*****
* وهناك ذلك الجفاء الذي يتعامل به بعض منسوبي إدارات التطوع في المؤسسات الحكومية والخيرية مع المتطوعين؛ ربما خشية من أولئك الشباب على وظائفهم أو نتيجة لنقص الخبرات وقلة الإمكانات، بينما حقّ أولئك النبلاء حـسـن المعاملة والتقدير المعنوي والتكريم، ومن التحديات كذلك بعض البيروقراطية والتعقيدات التي تحملها منصات الـتّطوع سواء في تسجيل فرصـه أو رصـد ساعاته؛ وما تعانيه تلك المنصات من ضبابية في الإجراءات ومن توقفات وأزمات تقنية أحياناً.
*****
* أخيراً الأصل في (العمل التطوعي) أن لا يترتب عليه منفعة، لكن هناك ما يسمى بـ(التّـطوع الـذّكي) الذي تعمل به العديد من الـدّول، وفيه تحضر بعض الحوافز لتشجيع (المتطوعين) كأن يكون هناك ميزات لمن يصلون في تطوعهم لساعات معينة، تمنحهم نقاطاً تجعل لهم أولوية القبول في الجامعات وفي التوظيف، وكذا في إسقاط المخالفات المرورية ورسوم الخدمات عنهم، وإعطائهم خصومات في وسائل النقل العام والمتاجر، إلى غير ذلك من وجوه الدّعم والتسهيل؛ فهلا درسنا هذا النّـوع من (الـتـطوع)، وإمكانية تطبيقه، ويبقى لجميع المتطوعين والمتطوعات نعتز ونفخر جداً بعطائكم في خدمة وطنكم ومجتمعكم؛ فالشكر كله لكم أيها الطيبون، وسلامتـكم.