أعود مرَّة أُخْرى للعُلا، وزيارة الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، وإطلاق مشروع «فيلا الحِجر»، أحدث مشروعات الشراكة الإستراتيجيَّة بين الهيئة الملكيَّة للعُلا والوكالة الفرنسيَّة لتطوير العُلا، وتُعدُّ أوَّل مؤسَّسة ثقافيَّة سعوديَّة - فرنسيَّة تُقام في المملكة، لتعزيز الدبلوماسيَّة الثقافيَّة على المستوى العالمي، من خلال التَّعاون والإبداع المشترك، بما يساعد ويسهم لدعم الحوار الثقافي، وكان هناك المعرض الذي يضم نماذج ولوحات مصوَّرة من عدَّة مواقع في العُلا، تجسِّد الشراكات والتَّعاون بين الجانبين في مجالات الثقافة، والفنون، والتَّدريب، والتَّبادل المعرفي، والرِّياضة، وصناعة الأفلام، والتَّعاون في مجالات السياحة وتبادل الخبرات في جميع المجالات.
حقيقةً، الهيئة الملكيَّة لها مبادراتها وشراكاتها، واهتماماتها بالعُلا، وفي زيارة الرئيس الفرنسي تمَّت مناقشة العلاقة طويلة الأمد، والمتطوِّرة بين الهيئة الملكيَّة وشركائها الفرنسيِّين في العديد من الطموحات، مثل التنمية البيئيَّة والتراثيَّة والثقافيَّة والاجتماعيَّة ومجالات متعدِّدة.
سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة محافظ الهيئة الملكيَّة للعُلا، يؤكِّد على عمق التَّعاون الثقافي بين المملكة العربيَّة السعوديَّة، وجمهوريَّة فرنسا، وتجسِّد قدرة التَّعاون الثَّقافي الدَّولي بين الأصدقاء على فتح مساحات أرحب للإبداع الثَّقافي، باعتبار الثَّقافة مساهمة في تعزيز التنمية المُستدامة.
هي العُلا، الحكايات والقصص والرِّوايات، نسجت تفاصيلها، ورسمت لوحةً اجتماعيَّةً جميلةً؛ لتعيش حالةً من الحب، وكانت صورة العشق للتاريخ. العُلا ملحمةٌ تاريخيَّةٌ في كل شيء، عادت إلى واجهة الحضارة العالميَّة بكلِّ ما فيها؛ لأنَّها في عمق التَّاريخ، وهي تزهى بكل تفاصيلها، وأوَّلها موقعها التاريخي ضمن رؤية سمو ولي العهد، فانتقلت من المحليَّة إلى العالميَّة، لتصبح عروس التاريخ، وملتقى العالم، فهي تستحق كل الاهتمام، حيث تتبع الهيئة الملكيَّة لمحافظة العُلا نهجًا دقيقًا ومُستدامًا على المدى الطويل، يراعي التنمية الحضاريَّة والاقتصاديَّة والتراثيَّة، مع الحفاظ على الطابع التاريخي الرَّائع للعُلا، والتي تشرع أبوابها بوصفها مكانًا مُهيَّأً للعيش والعمل والزِّيارة، هذه المحافظة تحظى بكل الحبِّ لأرضها وتراثها الثقافي، وجبالها ونخلها الجميل.