لم يفضحْ اللهُ -عزَّ وجلَّ- قومًا من عباده، بإظهار خصالهم القبيحة للعالمين، كما فضح اليهود، إنَّه عادلٌ في فضْحِهِمْ، فعّالٌ لما يُريد.
وممّا فضحهم به: تشبيهه لهم بالحمار، إذ قال في الآية رقم ٥ من سورة الجُمعة: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ الله وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
واليهود قد أُعْطُوا التوراة، صافيةً ونقيَّةً، فيها حكمة وموعظة حسنة، ووصايا كريمة، وحُمِّلوا مسؤوليتها الكاملة للعمل بها، ثمَّ لم يعملوا بها على الإطلاق، فصاروا كالحمار الذي يحمل كُتُبًا قيِّمة لا يدري ما فيها، ويحملها حملًا حِسِّيًّا، ولا يشعر بما يحمله، ثمَّ حرَّفوها إضافةً إلى ذلك حسب هواهم الماكر ومزاجهم الدَّنيء!.
يقول أحد الشعراء العرب عن اليهود، وقد صدق فيما قال:
اَنْعَقْ بِمَا شِئْتَ تَجِدُ يهودًا
وذُمَّ أسفارًا تَجِدُ حِمَارًا!.
وقد عُوقِبَ اليهود بتقديس الحمار، وبعض مذاهب اليهود يحتفلون منذ قديم الزَّمان وحتّى عصرنا الحاضر بالحمار، ويزعمون أنَّه أنقذهم قبل أربعة آلاف سنة، حين أراد أحد صالحيهم أنْ يدعو عليهم؛ بسبب معاصيهم، وكان مُستجابَ الدَّعوة، فنطق الحمار بلسانٍ عِبْريٍّ مُبينٍ، ونهاه عن ذلك، فصار يوم أنْ نطق الحمارُ عيدًا لهم يُسمُّونه (عيد خلاص الحمار)، وهناك مقاطع فيديو حديثة، وصور كثيرة لبعضهم وهم يحملون حمارًا فوق رؤوسهم بعد إلباسه الحرير المُطرَّز بالذَّهب، كي تنالهم بركة الحمار، ويعطونه في هذا اليوم إجازة عن العمل!.
ولو نطقَ الحمارُ لقال مُستغربًا: مَا بال هؤلاء اليهود؟! يحملونني ويعاملونني كمُنقِذٍ لهم، بينما لا ناقة لي ولا جمل في إنقاذهم، هذا إذا صحَّت مزاعمهم؟! وهم قد صاروا أكثر حَمْرَنَةً منِّي إذا حملْتُ الأسفارَ التي لا أفهمها ولا أفقهها؟!.
ولو نطقَ الحمارُ أيضًا لتبرَّأ ممَّا يعمله اليهود في فلسطين من قتل وتهجير وتطهير عِرْقي، وربَّما طالب بِعِيدٍ آخرٍ ليته يتحقّق هو (عيد خلاص البشريَّة) من أفعال اليهود، بعد أنْ جعلوا كلَّ أرضٍ يُقيمون فيها جحيمًا لسُكَّانها الأصليِّين.