لاشك أن الجهود المبذولة والإمكانيات المتوفرة والإنفاق القائم على الحرمين كبيرة؛ بكل ما تحمله معنى الكلمة، ولم ولن تبخل الدولة على راحة زوار الحرمين بهدف جعل التجربة ممتعة ومريحة، ونشاهد زيادة تدفق المعتمرين والحجاج بصورة كبيرة، فالبعد الروحاني والديني لها لاشك هو الذي يدفع لتزايد الأعداد ونموها، ويجعل التجربة ممتعة، وما زاد في تسهيل الأمور على الزوار هو وجود القطار، وعند اكتمال البنية التحتية للمترو في المدن المقدسة تكتمل المنظومة وتسهل على الزوار.
عادة ما يكون الزخم منخفضا في جمادى الأولى والثانية، ليعود ويرتفع في رجب وشعبان ورمضان، لكن السنة هذه لم نشهد تراجعاً في أعداد الزوار، واستمرت زيادة الأعداد القادمة لمطاري جدة والمدينة، وما نود الحديث عنه اليوم هو عملية إدارة الحشود، وجعل التجربة أكثر متعة وراحة، ولاشك أن كثرة الأعداد تستلزم إدارة جيدة لها، وأن هناك حاجة ماسة لتطوير المنظومة لتحقيق الهدف، حالياً ترتكز الإستراتيجية على تطويل الممرات للزوار والمعتمرين بهدف تخفيف الزحام، ولكن هناك مشكلة وهي نقاط الاختناق، حيث تجعل الزائر أو المعتمر يمشي مسافات طويلة حتى يحقق هدفه.
كما تم استخدام نظام أخذ المواعيد، والذي يصعب تطبيقه في ظل حجم الحشود وعدم تحديد بوابة الدخول، وبالتالي لم تحقق برمجة الوقت، علاوة على أن معظم الزوار وافدين من خارج السعودية، وعدم وجود خلفية لدى البعض عن النظام، وكذلك الازدحام عند الخروج من محيط الحرم، حيث لا تتوفر وسيلة مواصلات عامة سوى التكاسي، وغيرها من المواصلات الخاصة، والتي تعتمد على التطبيقات.
نحن في حاجة ماسة لتطبيق التوجهات الحديثة في التعامل مع الحشود، وأن تبنى الحلول بشكل جماعي، ولا تخضع لتوجه فردي داخل الحرمين بهدف الاجتهاد، والنظريات الحالية الموجودة إذا طبقت بعناية يمكن أن تحقق الهدف المرسوم لها.