فيما تدفق السوريون العائدون من المنفى أو التشرد القسري، إلى وطنهم وسط فرح عارم، أعلن زعيم «هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني في بيان نشره على تطبيق تلجرام، أن القيادة الجديدة في سوريا ستنشر قريبا «قائمة أولى بأسماء كبار المتورطين بتعذيب الشعب السوري» بهدف ملاحقتهم.
وقال زعيم «هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني والذي يقود فصائل سورية معارضة أطاحت بالرئيس بشار الأسد، «سنقدم مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن المتورطين في جرائم حرب».
وأعلن الجولاني، الذي تخلى أخيرا عن اسمه الحركي وبات يستخدم اسمه الحقيقي وهو أحمد الشرع، أن السلطات الجديدة في سوريا ستنشر قريبا «قائمة أولى بأسماء كبار المتورطين بتعذيب الشعب السوري» لملاحقتهم ومحاسبتهم.
وأكد الجولاني «لن نتوانى عن محاسبة المجرمين والقتلة وضباط الأمن والجيش المتورطين في تعذيب الشعب السوري.
سوف نلاحق مجرمي الحرب ونطلبهم من الدول التي فروا إليها حتى ينالوا جزاءهم العادل».
وتابع «لقد أكدنا التزامنا بالتسامح مع من لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري، ومنحنا العفو لمن كان ضمن الخدمة الإلزامية»، مؤكدا أن «دماء وحقوق» القتلى والمعتقلين الأبرياء «لن تُهدر أو تنسى».
من جانبها، قالت منظمة «الخوذ البيضاء» أمس، إن عمليات البحث في سجن صيدنايا حيث كانت تشتبه في وجود زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة قد انتهت، وذلك دون العثور على أي معتقلين إضافيين.
وأكدت الأمم المتحدة أن على السلطة المقبلة في سوريا محاسبة نظام الأسد، لكن لم يتضح كيف يمكن أن يواجه الأسد نفسه العدالة بعد أن رفض الكرملين الاثنين تأكيد تقارير وكالات الأنباء الروسية بأنه فر إلى موسكو.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا أمس، إن الترتيبات الانتقالية عقب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد لا بد أن تكون شاملة قدر الإمكان لتضم فصائل من بينها هيئة تحرير الشام المنتصرة التي تصنفها الأمم المتحدة جماعة إرهابية.
أضاف قائلا: أعتقد أن المجتمع الدولي سيعيد النظر في مسألة تصنيف هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية.
وزاد موضحا: مرت 9 سنوات على تصنيف هيئة تحرير الشام جماعة إرهابية، وتواصل هي وفصائل مسلحة أخرى منذ ذلك الحين إرسال رسائل جيدة ومطمئنة.
وحذر المبعوث الأممي من أنه إذا لم يتم إشراك أوسع نطاق من المجموعات العرقية والأطراف السورية فهناك احتمال اندلاع المزيد من الصراعات، مشددا على أنه يجب وضع ترتيبات انتقالية يمكن الوثوق بها وتشمل الجميع في دمشق.
وقال إن كثيرا من السوريين يأملون في العودة إلى ديارهم لكن الوضع المعيشي في سوريا لا يزال صعبا، لافتا إلى أن أعمال النهب التي حدثت في البداية في دمشق قد وقفت.
وأضاف أنه يتعين وقف القصف الإسرائيلي والتوغل داخل الأراضي السورية.
وعلى صعيد آخر، نفذت إسرائيل أكثر من 300 غارة على سوريا منذ سقوط بشار الأسد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أكد أمس أنها «دمرت أهم المواقع العسكرية».
وفيما لا تزال البلاد في حالة من عدم اليقين، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه «تمكن من توثيق نحو 310 غارات نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على الأراضي السورية» منذ الأحد، آخرها سُمع دويه في العاصمة دمشق أمس.
وقالت إسرائيل الاثنين إن ضرباتها استهدفت مخازن «للأسلحة الكيميائية... أو صواريخ بعيدة المدى وقذائف حتى لا تقع في أيدي المتطرفين».
وأوضح المرصد الذي يعتمد على شبكة من المصادر في مختلف أنحاء سوريا إن الضربات الإسرائيلية «دمرت أهم المواقع العسكرية في سوريا»، ولا سيما مستودعات أسلحة ومنشآت عسكرية وإدارة الحرب الإلكترونية في دمشق وحولها ومركز البحوث العلمية في برزة الذي تقول الولايات المتحدة إنه مرتبط ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري، وسبق أن استُهدف في أبريل 2018 بضربات أمريكية وفرنسية وبريطانية منسقة.
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس للأنباء، أبنية المركز الثلاثة وقد سوّيت بالأرض وتصاعدت منها النيران. وقرب مدينة اللاذقية الساحلية، استهدفت إسرائيل منشأة للدفاع الجوي وألحقت أضرارا بالسفن السورية وبمستودعات للجيش.
وبدوره، دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن أمس، إلى وقف الضربات الإسرائيلية في سوريا.
وقال في مؤتمر صحافي في جنيف «من المقلق جدا رؤية تحركات وضربات إسرائيلية على الأراضي السورية. يجب أن يتوقف ذلك».
وعدا عن تكثيف الغارات، سيطر الجيش الإسرائيلي على المنطقة الحدودية العازلة شرقي مرتفعات الجولان المحتلة، فيما عزاه وزير الخارجية جدعون ساعر إلى «أسباب أمنية» وقال إنه «خطوة محدودة وموقتة».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين إن مرتفعات الجولان ستبقى جزءا من إسرائيل إلى الأبد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر عن التوغل الإسرائيلي «هذه ليست إجراءات دائمة، وبالتالي في النهاية، ما نريد أن نراه هو استقرار دائم بين إسرائيل وسوريا، وهذا يعني أننا ندعم جميع الأطراف في الحفاظ على اتفاق فك الارتباط لعام 1974»، بعدما قال نتانياهو إنه في حِل منه.
وأفادت الأمم المتحدة على لسان المتحدث باسمها ستيفان دوجاريك الاثنين بأن القوة الأممية المكلفة بمراقبة فض الاشتباك (يوندوف) المبرم بين إسرائيل وسوريا، «أبلغت نظراءها الإسرائيليين أن هذه الأفعال تشكل انتهاكا لاتفاق 1974 حول فض الاشتباك»، موضحا أن القوات الإسرائيلية التي دخلت المنطقة العازلة لا تزال تنتشر في ثلاثة أماكن. كما شدد على أنه «يجب ألا تكون هناك قوات أو أنشطة عسكرية في منطقة الفصل. وعلى إسرائيل وسوريا الاستمرار في تنفيذ بنود اتفاق 1974 والحفاظ على استقرار الجولان».
طهران أعادت 4 آلاف إيراني منذ سقوط الأسد
أعادت إيران، حليفة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد 4000 من مواطنيها من سوريا منذ سيطرة الفصائل المسلحة على دمشق الأحد، وفق الحكومة الإيرانية. وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني أمس، عندما سئلت عن الوضع الإقليمي «أعيد خلال الأيام الثلاثة الماضية 4000 مواطن إيراني من سوريا عبر عشر رحلات جوية لشركة ماهان إير» الخاصة.
الدوحة تدرس اعادة العلاقات مع دمشق
قال المتحدث باسم الخارجية القطرية، إن قطر تدرس إمكانية استعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا والتي قطعت بسبب رفض الدوحة لسياسات الأسد. وقال الأنصاري خلال مؤتمر صحافي: «الاتصالات المقطوعة مع سوريا الشقيقة سببها أن نظام بشار الأسد كان مسؤولًا عن جرائم لا يمكن لدولة قطر أن تقبلها».
وأوضح أن هناك سلطة انتقالية جديدة اليوم في دمشق، وأن الدوحة ستنخرط بشكل إيجابي مع الشعب السوري، وتتواصل بحسن نية مع الأطراف المختلفة في سوريا وبروح من الإيجابية في الاتصالات من أجل استعادة العلاقات بين البلدين.
أضاف، أن كل الأبواب وقنوات الاتصال مفتوحة مع كافة الأطراف في سوريا للحوار حول مستقبل سوريا، مشددا على أنه ينبغي ألا يكون هناك أي تدخل أجنبي في سوريا، وانه من غير المقبول أن تستغل إسرائيل الوضع الراهن في سوريا وتنتهك سيادتها
الكرملين: قرار تنحي الأسد عن السلطة هو قرار شخصي
أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف،أمس، أن قرار الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي، هو قرار شخصي.
وقال بيسكوف للصحفيين، ردا على سؤال حول الدور الذي لعبته روسيا في قضايا استقالة الأسد من منصب رئيس الدولة السورية ووصوله إلى موسكو: «إن تنحي الأسد عن عملية القيام بواجباته كرئيس للدولة هو قراره الشخصي. الباقي دون تعليق».
وفي وقت سابق، أفادت وزارة الخارجية الروسية أن الرئيس السوري بشار الأسد، بعد مفاوضات مع عدد من المشاركين في الصراع، قرر الاستقالة من منصبه وغادر البلاد، معطيا تعليماته بانتقال السلطة سلمياً.
إيران تشكو للأمم المتحدة اقتحام سفارتها وقنصليتها في سوريا
طالبت إيران مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، «بإدانة الانتهاكات الجسيمة في سوريا صراحة واتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة الموظفين والمنشآت الدبلوماسية ومنع تكرار مثل هذه الاعتداءات».
وقال ممثل إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني: «إن هناك مسلحين اقتحموا السفارة الإيرانية في دمشق، بالقوة في 8 ديسمبر 2024، ما أدى إلى حدوث أضرار جسيمة وأعمال تخريب وسرقة وثائق وأرشيفات وتدمير النوافذ والأبواب والأثاث».
وأشار إيرواني إلى «تعرض السفارة أيضآً لإطلاق نار، في 29 نوفمبر 2024، واستهداف القنصلية الإيرانية في حلب بقذائف قصير المدى، مما عرّض طاقم القنصلية للخطر.
إفراجات وملاحقات .. وغارات إسرائيلية لا تحجب الأمل
تاريخ النشر: 11 ديسمبر 2024 00:02 KSA
وسط اجتهادات أممية لسوريا الجديدة
A A