* عندما تُذكر الجوائز، فلابد أن يُذكر الفائزون، والفائزون أنواع، فإذا كان لكل جائزة فائز، سعيد بجهده وبما حقق، ولكل نجاح قصة ملهمة، فإن الفائز الأكبر؛ والأكثر سعادة هو من يقف خلف هذه الجوائز، من يدعمها بوقته وجهده وفكره وماله، ليصنع بها أثراً يتجاوز حدود الأفراد؛ إلى المجتمع والوطن بأكمله.
* وعندما تكون الجائزة علمية تعليمية؛ فإن سعادة صانعها تصبح أكبر لأنها تتحول إلى شعلة تصنع جيلاً متطلعاً إلى التميز والإبداع، ناهيك عن أن تكون الجائزة في ذوي القربى من أبناء القبيلة، عندها يمتزج الفوز بالوفاء والبر والثواب، وتتجاوز كونها دعماً مادياً لتصبح تعبيراً صادقًا عن المسؤولية الاجتماعية، وصلة الرحم التي تجمع أفراد القبيلة في نسيج واحد.
* كل هذه القيم تتجسد في جائزة الشيخ «عودة البلادي» للتفوق العلمي، التي باتت بعد سنوات قليلة من انطلاقها رمزاً للعطاء الممزوج بصلة الرحم، وصورة مشرقة لرجل أعمال أدرك بحسه الإنساني أن القيمة الحقيقية للمال هي في تسخيره لخدمة الناس؛ ولأعمال الخير، وأن العلم أساس بناء المجتمعات، لذلك، كانت جائزة التفوق العلمي إحدى أوجه عطاءاته الممتدة.
* لم تعد الجائزة السنوية التي تُقدم للمتفوقين في جميع مراحل التعليم وحتى الدراسات العليا مجرد حفل موسمي للتكريم، بل وصلت إلى أن تكون مبادرة مجتمعية جعلت من التفوق هدفاً مشتركاً لأبناء القبيلة جميعاً، وبعد أن كان البعض منهم ينظر للتفوق كإنجاز شخصي محدود الأثر، أصبح اليوم عنواناً للتميز بينهم، ليس رغبة في المكافاة المالية وحسب، بل وفي الحصول أيضاً على التقدير المعنوي والاجتماعي المتعاظم للجائزة.
* عندما يترفع المال عن كونه مجرد وسيلة للبذخ والظهور الشخصي، ويصبح أداة فعالة تساهم في بناء مجتمع متعلم ومتفوق ومنافس، يعتمد على التعليم والقيم كركائز أساسية، هنا نفهم معاني وفلسفة الجائزة التي لا يزال الشيخ «عودة البلادي» متمسكاً بها، بوصفها مشروعاً وطنياً رائداً يستثمر في الطموح، ويعيد تشكيل ملامح النجاح لدى الشباب، ليغدو التفوق أولوية في نظرهم، والتميز هدفاً لهم، والجميع رابحاً بالطبع.
* الرجال لا يقاسون بما يملكون، بل بما يعطون ويقدمون لأوطانهم ومجتمعاتهم.. والنفس البشرية محبة بطبعها للفوز وللجوائز، ولكن عندما يجمع الشخص بين كونه رمزاً للخير والانسانية في مجتمعه ومحيطه، فإنه لا يكون مجرد صانع للجوائز فقط، بل يصبح هو نفسه الإنسان والجائزة معاً، والقدوة التي تُلهم الأجيال.