بحث قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الذي يقود فصيله السلطة الجديدة في سوريا، في دمشق مع المبعوث الأممي لسوريا جير بيدرسون في مستقبل الأوضاع بسوريا الجديدة. وفيما شدد الشرع خلال اللقاء على «ضرورة إعادة النظر في القرار 2254 نظرا للتغيرات التي طرأت على المشهد السياسي»، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن السبت أن بلاده أقامت «اتصالا مباشرا» مع هيئة تحرير الشام. وأفاد بيان للإدارة الجديدة في سوريا أن الشرع أشار إلى أن القرار الدولي الذي وضع خارطة طريق للتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، مضيفا أنه «من الضروري تحديث القرار ليتلاءم مع الواقع الجديد». من جهته، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن السبت أن بلاده أقامت «اتصالا مباشرا» مع هيئة تحرير الشام. وصرح بلينكن لصحافيين بعد محادثات بشأن سوريا في مدينة العقبة الساحلية أقصى جنوب الأردن «نحن على اتصال مع هيئة تحرير الشام وأطراف آخرين». ولم يذكر الوزير الأمريكي تفاصيل عن كيفية إجراء الاتصال، لكن عندما سئل إذا كانت الولايات المتحدة تواصلت معهم مباشرة، أجاب «اتصال مباشر - نعم». وأوضح أن الاتصال كان جزءا من الجهود المبذولة لتحديد مكان أوستن تايس، الصحافي الأمريكي الذي خطِف في سوريا عام 2012 بعد اندلاع الحرب الأهلية. وشدد الوزير الأمريكي على «وجوب احترام حقوق جميع السوريين، بمن فيهم الأقليات والنساء. ويجب تمكين المساعدات الإنسانية من الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجونها». وشارك في محادثات العقبة أيضا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الذي أكد ضرورة «ضمان عدم انهيار مؤسسات الدولة، والحصول على المساعدات الإنسانية سريعا». بدورها، دعت الإدارة الذاتية الكردية التي تسيطر على مناطق في شمال شرقي سوريا، أمس، إلى وقف العمليات العسكرية على كامل الأراضي السورية، وأبدت استعداداً للتعاون مع السلطات الجديدة في دمشق. وخلال مؤتمر صحافي في الرقة، دعت الإدارة الكردية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، إلى «وقف العمليات العسكرية في كامل الأراضي السورية للبدء بحوار وطني شامل وبنَّاء»، بعد أكثر من أسبوع من إطاحة الفصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام»، بشار الأسد. وكانت فصائل مسلحة موالية لأنقرة قد شنت هجوماً على «قوات سوريا الديموقراطية» التي يقودها المقاتلون الأكراد في شمال شرقي البلاد. وأعلنت تلك الفصائل، الأسبوع الماضي، سيطرتها على دير الزور ومنبج ومدينة تل رفعت الإستراتيجية. وحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، تستعدّ الفصائل المدعومة من أنقرة لشنّ هجوم على مدينة كوباني (عين العرب) التي تقودها القوات الكردية. وكانت تركيا التي تلعب دوراً بارزاً في النزاع في سوريا، أُولى الدول التي أعادت فتح سفارتها في دمشق، السبت.