تعتبر الجمعيات غير الربحية ركيزة أساسية في أي مجتمع يسعى لتحقيق التنمية المستدامة والتفاعل الإيجابي بين كافة مكوناته.
هي مؤسسات تهدف إلى تحقيق أهداف إنسانية واجتماعية دون تحقيق ربح مادي، بل تسعى إلى تقديم خدمات تسهم في رفع مستوى الحياة الاجتماعية، وتخفيف المعاناة، وتحقيق التكافل الاجتماعي.
تساهم الجمعيات في توفير الدعم للفئات المستضعفة، وتُعتبر حلقة وصل بين الدولة والمجتمع، مما يجعلها عنصرًا فاعلًا في تحقيق رؤية التنمية الشاملة.
في المملكة، يعتبر القطاع غير الربحي أحد المحاور الأساسية في رؤية 2030، التي تسعى لتعزيز دوره في المجتمع، وتحفيز المبادرات التي تساهم في تحسين جودة الحياة، وتوسيع نطاق الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين.
الجمعيات غير الربحية لا تقتصر خدماتها على تقديم المعونات المادية، بل تتوسع لتشمل مجالات عديدة مثل التعليم، الصحة، الإرشاد، التطوع، والتطوير المجتمعي.
من بين الجمعيات التي استطاعت أن تميز نفسها من خلال تقديم خدمات مبتكرة ومتخصصة، تأتي جمعية «وفد الرحمن» وهي أول جمعية نسائية، كمثال يحتذى به في العمل الخيري المجتمعي. هذه الجمعية، التي تأسست بهدف خدمة ضيوف الرحمن، لم تقتصر على تقديم الخدمات التقليدية مثل الإطعام والسقيا، بل سعت إلى توفير حلول مبتكرة لتحسين تجربة ضيوف الرحمن؛ من خلال برامج شاملة تلبي كافة احتياجاتهم.
ما يميز «وفد الرحمن» هو تخصصها الفريد في خدمة ضيوف الرحمن، حيث تتمحور جميع برامجها حول توفير تجربة مريحة وسهلة للزوار، بدءًا من الترحيب والإرشاد، وصولاً إلى تأهيل الكوادر التطوعية وتعزيز مستوى الخدمة عبر استخدام أحدث التقنيات.
من خلال الجمعيات مثل «وفد الرحمن»، يمكننا ملاحظة التأثير الكبير الذي يمكن أن تتركه الجمعيات المتخصصة في المجتمع. حيث تسهم هذه الجمعيات في بناء صورة ذهنية إيجابية عن المملكة كداعم رئيسي لخدمة ضيوف الرحمن، وتعزيز التكافل الاجتماعي من خلال برامجها التطوعية التي تجذب الأفراد للمشاركة في العمل المجتمعي.
كما أن الجمعيات المتخصصة تساهم في تحقيق أهداف إستراتيجية طويلة الأمد، مثل تحسين جودة حياة المواطنين والمقيمين، وزيادة مستويات الوعي بالخدمات المجتمعية التي تقدمها الدولة.
إن الجمعيات غير الربحية هي جزء لا يتجزأ من بناء المجتمعات المتقدمة، حيث تشكل ساحةً واسعة للتعاون والتضامن بين مختلف أطياف المجتمع، ومن خلال الجمعيات المتخصصة مثل «وفد الرحمن»، يمكننا أن نرى كيف يمكن الابتكار والتخصص أن يحققا تغييرًا حقيقيًا في المجتمع، من خلال تقديم حلول مبتكرة ومستدامة تلبي احتياجات الناس، ومن هنا، تبرز أهمية الدعم المستمر لهذه الجمعيات، سواء كان عبر التبرعات أو التطوع، لضمان استمراريتها ونجاحها في تحقيق أهدافها النبيلة.