في ورشة عمل ضمن فعاليات معرض جدة للكتاب 2024 بعنوان "رحلة في اللغات"، اعتبر نواف البيضاني أن العديد من اللغات العربية مهددة بالانقراض نتيجة ضعف استخدامها وانتشارها بين الأجيال الجديدة، وأكد أن هذا التدهور اللغوي لا يهدد فقط لغة معينة، بل يشمل موروثاً ثقافياً وحضارياً ضخماً سيكون في طريقه إلى الزوال.
وكشف البيضاني عن أن اللغتين الهبيوتية والحرسوسية، من اللغات العربية الجنوبية المعاصرة، تتحدث بهما أعداد قليلة من الناس لا تتجاوز المئات في سلطنة عمان. وأشار إلى أن لغات أخرى مثل الشحرية والمهرية، المنتشرة في السعودية وعمان واليمن والإمارات، وكذلك اللغة السُقطرية في جزيرة سُقطرى، قد تكون في الموقف نفسه إذا لم يُبذل جهد أكبر للحفاظ عليها.
وتحدث البيضاني عن تاريخ تطور اللغات العربية، مؤكداً أن التغيرات اللغوية بدأت بعد طوفان سيدنا نوح عليه السلام، حيث تعاقب البشر من نسل سام وحام ويافث، وهو ما أسهم في تطور اللغات وظهور التباين اللغوي بين الشعوب، وأوضح أن تصنيف اللغات يعتمد على أربعة مستويات: الصوتي، والنحوي، والصرفي، والمعجمي.
وفيما يخص المستوى الصوتي، فإن تمييزه يكون عبر النبرات الصوتية، والمستوى النحوي يترتب على الجمل والإعراب، أما المستوى الثالث فيُعرف بالمستوى الصرفي، وهو معتمد في الأساس على كيفية صياغة واشتقاق الكلمات، ثم المستوى الأخير في تصنيف اللغات ويُسمى بمستوى اللغة المعجمية، ويعتمد على المقارنة بين اللغات من حيث معجماتها وكلماتها.