يقول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (اعتزل ما يؤذيك).
أولًا بناءً على المقولة السابقة كيف يكون اعتزال أفراد الأسرة؟
إذا فشلت جميع محاولات منع فرد الأسرة المؤذي من الاعتداء اللفظي أو غير اللفظي فإن اعتزال الزوجة لزوجها المؤذي أو الزوج لزوجته المؤذية أو إيذاء الأبناء لوالديهم أو العكس أو الإخوان لإخوانهم المؤذيين، يكون بالاعتزال في البيت بعد القيام بالواجبات المطلوبة منهم نحوهم ثم يعتزلونهم في غرفة أخرى في البيت ليقل الاحتكاك بهم حتى يرتاحون من المشاكل ومن الضغوط النفسية التي قد تصيبهم بالأمراض النفسية والعضوية، أما إذا كان الأذى يشكل خطورة كأن يؤدي إلى القتل فإن الحل في مغادرة البيت إلى بيت آمن أو اللجوء إلى دار الحماية الاجتماعية لحل المشكلة أو اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة لمعاقبة المؤذي، وإذا استدعى الأمر يمكن تأمين سكن تابع لدار الحماية الاجتماعية للمعتدى عليهم.. ويمكن اللجوء إلى مستشار أسري لمساعدتهم في حل مشكلة الإيذاء والعنف الأسري.
وكذلك اعتزال الزميل لزميله المؤذي في العمل، يكون اعتزاله بتجنب الكلام معه إلا فيما يتعلق بالعمل، وكذلك اعتزال الطالب لزميله المتنمر داخل الفصل الدراسي وداخل المدرسة وإذا لم يجد الاعتزال بفائدة يمكن رفع شكوى للإدارة على المؤذي.
والأرحام والأقارب المؤذيون يمكن اعتزالهم إلا في المناسبات العائلية العامة حتى لا يؤدي الاعتزال إلى قطيعة الرحم.. أما الأغراب فيمكن اعتزالهم بالكلية والارتياح من أذاهم.
قيل للنبي صلى الله عليه و سلم: يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل، وتتصدق، وتؤذي جيرانها بلسانها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا خير فيها، هي من أهل النار قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة، وتتصدق باللبن المجفف، ولا تؤذي أحدا؟ فقال رسول الله: هي من أهل الجنة.
عبدالرحمن حسن جان
مستشار اجتماعي