* يُقال إنَّ مجموعةً من علماء اللُّغة العربيَّة كانوا في جلسة ما، وبعد أنْ انتهوا من التهام (مجموعة من الساندويتشات)، التي اخترعها الإنجليزي إيرل ساندويش قال أحدهم: يا قوم، كيف نأكلُ هذا الطعام (الغربي)، واسمه (أجنبي)؟ وهنا قرَّروا أنْ يذبحوا له (عقيقة)، ليمنحوه اسمًا عربيًّا قُحًّا، فجاءت الاقتراحات التي منها أنْ يكون اسمه (شاطر ومشطور وبينهما كامخ)، ولكنَّه لم يرق لمعظمهم، ثم بعد اجتماعات ومداولات، اتَّفقوا أنْ يكون اسمه (فطيرة)!!
*****
* وهنا وبمنأَى عن ذلك الـ(الكامخ) رائع جدًّا ومهم أبدًا إنشاء الكليَّات والأقسام العلميَّة، والمجامع اللغويَّة، وتنظيم المؤتمرات والندوات، وإطلاق الدراسات والأبحاث؛ تعبيرًا عن الاهتمام بـ(اللُّغة العربيَّة)، ولكنَّ المؤكَّد أنَّ كل تلك المحاولات والأنشطة تبقى أكاديميَّة (فقط)، وحبيسة الملفات، فهي بعيدة تمامًا عن الميدان الملموس، وكذا نبض المحادثة المجتمعيَّة.
*****
* فالمؤلم جدًّا ما يحدث علانية وجهارًا نهارًا من تجاهل وإقصاء لـ(لغة القرآن الكريم)، يظهر ذلك في مسمَّيات المحلَّات والمشروعات التجاريَّة، وبتراخيص تمنحها جهات حكوميَّة، وكذا ما نراه في وسائل الإعلام المختلفة التقليديَّة والحديثة، وفي الإعلانات، وعند شريحة واسعة من المتحدِّثين في المؤتمرات والنَّدوات من رفعٍ لـ(لواء العاميَّة والأجنبيَّة).
*****
* هذا وبما أنَّ (أمس 18 ديسمبر) كان يومًا للاحتفال السنويِّ العالميِّ بـ(اللُّغة العربيَّة)، كم أرجو أنْ تتجاوز فعاليَّاته تلك النمطيَّة التي تمثِّلها الكلمات والشعارات والمحاضرات واللقاءات التي تحتضنها الأمسيات ومواقع التَّواصل، والعمل كل يوم بإخلاص وحماس وجديَّة على برامج ومبادرات تطبيقيَّة تعزِّز من حضور (الفُصحَى) في المجتمعات، ومن ذلك: قرارات فاعلَة تشترط حضورها البهيَّ في قطاعات التجارة والتعليم والإعلام والإعلانات، وسواها ممَّا يقع تحت المظلَّات الرسميَّة.
*****
* أيضًا هناك العمل الجاد على دعم مراكز الترجمة للتأكيد على أنَّ (العربيَّة) صالحة لكل زمان، وقادرة على استيعاب ما يستجد من مصطلحات، أمَّا الأهم فغرس حبِّها والانتماء لك في شرايين الناشئة بمبادرات مبتكرة تخاطبهم بأساليب وأدوات عصريَّة، مع إلزاميَّة حضورها في المدارس والجامعات عبر دبلومات متخصِّصة تُقدَّم للمعلِّمين والمعلِّمات وأعضاء هيئة التدريس كافَّة، ودورات تدريبيَّة للطُّلاب والطَّالبات، إلى غير ذلك من البرامج والمبادرات، وسلامتكُم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
