ثم تقدم شعراء الحلقة الثالثة كل من الشاعر السعودي حسين علي ال عمار والشاعر المصري أحمد إمام والشاعر الموريتاني الـمختار عبدالله صلاحي والشاعرة الجزائرية نجوى عبيدات.
وقدموا نصوصهم الشعرية أمام لجنة التحكيم المكونة من الدكتور علي بن تميم والدكتور وهب رومية والدكتور محمد حجو.
حيث القى الشاعر المصري أحمد إمام من مصر قصيدة بعنوان «سَفَر»، والتي قال الدكتور على بن تميم إنها اتشحت في أبياتها الأولى بالالتباس والوحشة والحيرة وامتزجت فيها النار بالنور فيما وصف الدكتور محمد حجو القصيدة بأن فيها قدراً وافراً من المتعة والجمال، مشيراً إلى بعض ملامح التناص الديني فيها لكنه قال إن ما يؤخذ على القصيدة هو جنوحها إلى التفاوت في شعرية أبياتها فأحياناً تسمو في التعبير وأحياناً تضعف فيها البنية الفنية.
وأشاد الدكتور وهب روميّة بالقصيدة وتراكيبها اللغوية والبلاغية ووصفها بأنها تسمو بالضرورات إلى آفاق روحية رحبة لكنّ فيها تقشفاً بلاغياً واضحاً وقال إنه بالرغم من هذا التقشف فهي قصيدة ممتازة ونموذج للقصيدة التي تقل فيها الصور فتنهض عناصرها التعويضية بوظيفة الصورة الغائبة.
وقدم ثاني شعراء الحلقة الشاعر السعودي حسيني علي آل عمار قصيدة بعنوان "«قَابَ حُلم أو أبعَد» قال عنها الدكتور محمد حجو إن فيها ملمحاً فلسفياً تأملياً شفافاً ينتظم بناءها الفكري يتمثل في صراع الذات ومشقتها النفسية للعبور من براءة الطفولة إلى لوثة الحياة وأضاف أنه بغض النظر عن بعض التعبيرات اللغوية التي لا تناسب قوة وجمال القصيدة فإن فيها طاقة تعبيرية جمالية متدفقة تدل على التمكن من اللغة من جانبه قال الدكتور وهب روميّة إن الشاعر عبّر عن موضوع القصيدة مستعيراً لغة المتصوفة وتقاليدهم ممزوجةً بمعاناة الشعراء في رحلة الكشف الشعري فيما ناقش الدكتور علي بن تميم موضوع القصيدة وقدّم عدداً من الملاحظات حول ما يعوزها ليصبح موضوعها أكثر إقناعاً وواقعية.
وألقى ثالث شعراء الأمسية الـمختار عبدالله صلاحي من موريتانيا قصيدته بعنوان «سَبحٌ في الحُلم» التي أشار الدكتور وهب روميّة إلي أن عنوانها يحيل إلى الحلم لكن أبياتها ما عدا بيتين تطغى عليها رؤية عقلية صارمة، كما أشار إلى أن ذات الشاعر لا تكاد تظهر في القصيدة إلا معتمدة على الآخر وهو ما قال إنه يخالف روح العصر الحديث التي تبرز الذات الفردية.
فيما أشاد الدكتور علي بن تميم باستخدام الشاعر لفكرة القرين عن طريق شطر الذات إلى شطرين واقعي ومجازي فيما تناول الدكتور محمد حجو بالتحليل عدداً من الإشارات التناصية التي حفلت بها القصيدة مشيراً إلى أن بعضها لم يرق إلى التعبير عن القيمة الرمزية المتوخاة فبدا كأنه حشو في النص الذي قال إنه برغم لغته المتينة والمتماسكة لم يستطع ربط القارئ بسياق العنوان الجميل والموحي.
وكانت الشاعرة نجوى عبيدات من الجزائر آخر المتنافسين في الحلقة بقصيدتها «بُرنُسٌ لأوجاعِ الغُربة» التي أشاد بها الدكتور علي بن تميم وقال نحن إزاء شاعرة تحاول التعبير عن قضايا المرأة العربية وأوجاعها وأحلامها مشيراً إلى أن ذكر «البرنس» في القصيدة جعل التجربة شخصية أكثر مما يثير التساؤل هل نحن أمام تجربة شخصية أم عامة؟ وعاد ليؤكد وضوح البعد النسوي في القصيدة.
وقدم الدكتور محمد حجو بعض الملاحظات اللغوية لتصحيح عدد من التركيبات في القصيدة ووقف بالتحليل على ما ورد في القصيدة من جماليات فيما وصف الدكتور وهب روميّة القصيدة بأنها تعبر عن أحلام شاعرة وأشواقها إلى وجود أكمل وأنقى في واقع كئيب وقدم عدداً من الملاحظات بينت جماليات القصيدة ودلالاتها.
وفي ختام الحلقة أعلنت لجنة التحكيم قرارها بتأهل الشاعر السعودي حسين علي آل عمار بحصوله على 44 درجة من 50
والشاعرة الجزائرية نجوى عبيدات الحاصلة على 43 درجة من 50
فيما بقي الشاعر أحمد إمام والشاعر المختار عبدالله صلاحي أسبوعا لتصويت الجمهور الذي سيؤهل شاعرا واحدا يتم الإعلان عنه بداية الحلقة الرابعة مساء الحميس القادم