تواجه بعض الفتيات والنساء، تحدِّيات تتعلَّق بترك العمل بصمت، نتيجة تسلُّط قلة من المديرين وممارستهم السلبيَّة تجاههنَّ ، فيما يراه البعض ابتزاز مرفوض ومجرم بحسب ضوابط سوق العمل.
وتتعالى الشكاوى مما يصفه البعض بسلوكيات مرفوضة مقابل الحصول على المكافآت والإجازات والتَّرقيات.
وتبقى المواجهة بشجاعة، ودون خوف هى الحل الأنسب مع مثل هؤلاء المخالفين ، من اجل ردعهم بالنظام .
ممارسات غير ملائمة
أوضحت المستشارة الأُسريَّة والاجتماعيَّة دعاء سامي زهران، أنَّ بعض الأشخاص ذوي النفوس الضعيفة، يستغلون سلطتهم ومناصبهم لتحقيق مصالحهم الشخصيَّة، دون أيِّ خوف من الله، أو من عواقب اجتماعيَّة، أو من ظلم الآخرين.
وعرَّفت زهران «المدير النسونجي» -على حدِّ قولها- بأنَّه الشخص الذي يسعى للتحرُّش، أو الإغواء، أو جذب مَن حوله لإشباع رغباته، أو لتعويض نقص داخلي لديه، أو حتَّى للانتقام من مآسيه الشخصيَّة، وذلك من خلال سلوكيَّات غير ملائمة، أو غير أخلاقيَّة.
وتشمل هذه السلوكيَّات تبادل الابتسامات، وتقديم القهوة، والمزاح بطُرق غير مناسبة، مثل التَّعليق على شكل المرأة، أو رائحة عطرها، أو جمالها وأنوثتها.
كما يُستخدم ما يُعرف بـ»سفرة العمل»، أو «عشاء العمل» كوسيلة للضَّغط على الموظَّفات، وتتوقَّف ترقية الموظَّفة، أو تثبيتها في عملها على قبولها لهذه الممارسات المرفوضة عرفا وقانونا .
وأوضحت زهران، أنَّ بعض النساء يواجهن صعوبةً في التَّعامل مع هذا الخطأ، بينما هناك البعض ممَّن يعتبرنَ ذلك وسيلةً سهلةً لكسب رضا مديريهنَّ، ممَّا يسهِّل عليهنَّ الحصول على الإجازات والتَّرقيات، وتزداد الهدايا والعطايا، فتجد نفسها في مقدِّمة قائمة المبدعين.
وإنَّ تنازلها عن مبادئها وكرامتها يساعدها على تسريع صعودها في السلَّم الوظيفي، وفي المقابل، هناك مَن تتمسَّك بمبادئها ودينها وأخلاقها، وتسعى لكسب رزقها بطرق مشروعة، فتظل ثابتةً في موقفها، رافضةً التنازل أو السماح بما يتعارض مع قيمها.
ونتيجة لذلك، قد تُحرم من الإجازات والمكافآت، ولا تجد اسمها ضمن المتفوِّقين أو في قوائم المنجزين.
ووجَّهت حديثها إلى هؤلاء المديرين السلبيِّين بقولها: إنَّ العملَ عبادةٌ، وعندما تكون في موقع مسؤوليَّة، فإنَّك تُحاسب على أفعالك.
لذا، يجب أنْ تخافَ اللهَ وتراقبَ نفسك في كل خطوةٍ. تذكَّر أنَّ العقوبة التي قد تتعرَّض لها؛ نتيجة أفعالك قد تكون مضاعفةً في الدنيا والآخرة، ولا يمكنك تحمُّلها، فقد يعاقبك الله في أغلى ما تملك.
وأضافت: لا تنكر أخطاءَك بسبب ضعف نفسك، ولا تُلقي باللوم على مَن تحتاج إلى عمل، أو ترقية، أو تقييم لمصالح دنيئة في داخلك. عالج مشكلاتك النفسيَّة بعيدًا عن موظَّفاتك ومحيط عملك.
وأقول لمثل هؤلاء المديرين، تخيَّل هذه المرأة كابنتك، أو زوجتك، أو أختك، أو والدتك.
هل تقبل أنْ تتعرَّض لأيِّ شكل من أشكال التحرُّش من قِبل رئيسها، أو أنْ يستخدم نفوذه لتحقيق مطالب دنيئة.
وأضافت: أنصحُ كلَّ موظَّفةٍ تتعرَّضُ أو تعرَّضت لمدير يتَّسم بالسلوك غير اللائق، بأنْ تتمسَّك بمبادئها، وتواجهه بشجاعة دون خجل أو خوف.
ويجب الإبلاغ عنه للجهات الرسميَّة؛ ليحصل على العقوبة التي يستحقُّها (حتَّى وإنْ تأخَّرت)، وعليها أنْ تغادر المكان، فالرزق بيد الله.
شجاعة وتحديد طريقة التعامل
ومن جانبها عرَّفت الاختصاصيَّة الاجتماعيَّة والمستشارة الأُسريَّة عالية الشمراني، المدير المتسلِّط على النِّساء، بأنَّه شخص لديه علاقات متعدِّدة مع النِّساء، ويفتخر بذلك.
وغالبًا ما تكون هذه العلاقات مؤقَّتة وتنتهي سريعًا، كما أنَّ هذه العلاقات تحمل طابعًا عاطفيًّا يهدف إلى إشباع غروره أو ذاته؛ ممَّا يجعله شخصًا أنانيًّا يركِّز على تحقيق رغباته.
وشدَّدت على أهميَّة وضع حدود واضحة في التعامل معهم.
وأنْ تقتصر المحادثات على موضوعات العمل وتجنُّب الأمور الشخصيَّة.
كما ينبغي عدم قبول الهدايا أو الدَّعوات بحجَّة غداء أو عشاء العمل، وتجنُّب المكالمات الهاتفيَّة في أوقات متأخِّرة، ومن الضروري الوجود في أماكن مزدحمة، وتجنُّب الاجتماعات الفرديَّة، ويجب الامتناع عن تبادل النظرات أو الابتسامات التي قد تُفهم بشكل خاطئ.
وفي حال تمادى المدير، يجب رفض سلوكه بشكل واضح، وتوضيح أنَّ وجودك في هذا المكان هو لأغراض العمل فقط.
وإذا استمرَّ في سلوكه غير المقبول، ينبغي تقديم شكوى إلى الجهات المسؤولة.
وأشارت إلى عدَّة أسباب تدفع المدير إلى اتِّخاذ هذه السلوكيَّات، مثل خوف بعض الفتيات من فقدان وظائفهنَّ، أو القلق من آراء الآخرين، وعدم تصديقهم.
كما قد يلجأ هذا المدير إلى أسلوب التَّهديد بفقدان العمل.
وهذا الشخص قد يعاني من اضطرابات نفسيَّة نتيجة تربيته الخاطئة، أو نشأته في بيئة غير سليمة، وبسبب منصبه، يعتقد أنَّ هذه السلوكيَّات هي حق مكتسب له من موظَّفاته وزميلاته، وأنَّ سلطته تتيح له السيطرة على الجميع.
الموارد البشرية تحدد ضوابط عمل المرأة
جددت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، التأكيد على الضوابط المتعلقة بعمل المرأة.
وقالت الوزارة، إن من بين اشتراطات تنظيم عمل المرأة، ألا يقل عدد النساء العاملات في الوردية الواحدة عن اثنتين في حال وجود عاملين من الرجال، وعدم تشغيل النساء في المنشآت المخصصة للرجال فقط.
ووفق رؤية «المملكة 2030» باشرت المملكة تمكين المرأة في مجال العمل، فتم توحيد سن التقاعد بين الرجل والمرأة بما يتلاءم مع نظام العمل، واستحداث عدة برامج تدعم استقرار المرأة الوظيفي، كبرنامج «وصول» الذي يسهل تنقلات المرأة من وإلى عملها، وبرنامج «قرة» لدعم الموظفة الأم بالاعتناء بأطفالها أثناء ساعات عملها.
المدير المتسلِّط.. ابتزاز الموظَّفات مقابل الإجازات والمكافآت والتَّرقية
تاريخ النشر: 22 ديسمبر 2024 22:58 KSA
المواجهة بشجاعة ودون خوف
A A