Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

أثر (القيلولة).. في تحسن التفكير الإبداعي

A A
أظهرت معظم الدراسات المتعلقة بدراسة العلاقة التي تربط بين النوم وتحسن الإبداع الفكري، أن النوم يساعد العقل على تحسن السلوك الإبداعي الفطن، والمنطق المرن، كما أن هناك العديد من الفرضيات حول دور الأحلام أيضاً في تحسن الإبداع الفكري، كما أثبتت الدراسات العلمية من ناحية أخرى على ما يسمى بنظرية (الأرق) الإبداعي، وهي النظرية التي تنص على أن تحسن الإبداع العقلي على علاقة قوية باضطرابات النوم عند الإنسان.

وقد سلط «مارك بلاك»، المؤلف والمتحدث، الضوء على أهمية الاسترخاء في كتابه: «عش الحياة من القلب» الذي قام بنشره عام 2013م، ويشير هذا الاقتباس إلى أن تخصيص الوقت للاسترخاء يمكن أن يكون في الواقع نشاطاً منتجاً.

وفي بحث قام به فريق من الباحثين في جامعة «السوربون» الفرنسية الشهيرة، أظهر الفريق البحثي أن الناس قد يكونون أكثر إبداعاً إذا انتقلوا من حالة النوم إلى اليقظة مباشرة، وهي تقنية للنوم استخدمها كلّ من العالم الذي أضاء الدنيا باختراعه المصباح الكهربائي الأمريكي «توماس أديسون»، وكذلك العبقري الألماني «ألبرت أينشتاين»، والرسام الإسباني الشهير «سلفادور دالي» أحد أهم فناني القرن العشرين، وأحد أعلام المدرسة السريالية.

فالعبقري الألماني «ألبرت أينشتاين» عالم الفيزياء النظرية وواضع أسس النظرية النسبية، لم يكن يؤمن فقط بأهمية النوم والاسترخاء عند الإنسان من وجهة النظر الصحية، بل اعتبره جزءاً أساسياً من حياته اليومية لتعزيز وتحسين إبداعه وقدراته العقلية، فقد كان العالم ينام في المتوسط حوالى عشر ساعات يومياً، وهو أكبر من متوسط عدد ساعات النوم المعتادة للأفراد، مما يعكس أهمية الاسترخاء والراحة في حياته اليومية، أما خلال ساعات النهار، فكان يأخذ (قيلولات) نوم قصيرة في منتصف النهار، تمتد أحياناً لبضع دقائق فقط.

وكان «أينشتاين» لديه طريقة فريدة يتأكد بموجبها من أنه لا يغرق في سبات عميق أثناء (قيلولته)؛ فقد كان يمسك جسماً معدنياً صغيراً، أو مفتاحاً في إحدى يديه، وعندما يحدث استرخاء ليديه، بما يسمح للأشياء بالسقوط على الأرض، يخرج من النوم مباشرة؛ وهي نفس الطريقة التي كان يستخدمها كلّ من العالم الأمريكي «توماس أديسون»، والرسام الإسباني «سلفادور»، والتي ادّعى كل منهما أنه في تلك المرحلة كان الإلهام والإبداع يأتيهما.

وكان «ألبرت أينشتاين» يعتقد جازماً أن هذه (القيلولة) تساعده على إعادة شحن وتحسين تفكيره الذهني، وتمكنه من حل المشكلات العلمية المعقدة بمنظور جديد، فقد كان النوم بالنسبة له أكثر من مجرد أخذ قسط من الراحة، بل وسيلة لإطلاق العنان للإبداع والتحسين العقلي وتعزيز التفكير العميق.

وبهذا أثبت لنا العالِم «ألبرت أينشتاين» وزملاؤه أن العقل المبدع، يحتاج دائماً إلى الراحة والاسترخاء، بقدر احتياجه للعمل المنتج، وأن لحظات الاسترخاء القصيرة عادة قد تكون مفتاحاً لحل أعقد المعادلات الرياضية والتحليلات العلمية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store