في اللقاء السنويِّ لأعضاء مركز حي النَّهضة، ذكرتُ في كلمتِي -التي ألقيتُها- أنَّ هناك أربعة مرتكزات رئيسة، جعلت من مركز حي النَّهضة مركزًا ناجحًا، وهذه المرتكزات يتحقَّق -من خلالها- النَّجاح لأيِّ مركز آخر -إنْ توفَّرتْ لهُ- أوَّل وأهمُّ سببٍ هو وجود مبنى نموذجي ومتطوِّر وشامل، كما في مركز حي النَّهضة، الذي بناه الشيخ سليمان الزقزوق -رحمه الله تعالى-، وأعجبني تعقيب الأستاذ محمد العمري -المُشرف على هيئة السِّياحة في منطقة مكَّة المكرَّمة سابقًا- على هذه النقطة، عندما قال: «يذهبُ المؤثِّرُ ويبقَى الأثرُ»، هذا ينطبق على ما قدَّمه الشيخ سليمان الزقزوق -رحمه الله- في بنائه لمركز حي النَّهضة، حيث ذهب إلى ربِّه كمؤثِّر، وبَقِيَ أثرُه كصدقة جارية له، من بعد مماته، فمراكز الأحياء التي لا تتوفَّر لها مبانٍ نموذجيَّة، تعاني من التعثُّر، وتصبح أنشطتها محدودةً، وليس لها موارد استثماريَّة.
أمَّا ثاني المرتكزات في نجاح المركز، فهو ما تقوم به جمعيَّة مراكز الأحياء من دعم وجهد ومتابعة وتواصل مع المراكز في منطقة مكَّة المكرَّمة، وذلك وفقَ خطَّة إستراتيجيَّة، وبرامج متنوِّعة تتحقَّق من خلالها أهداف متعدِّدة، تقود إلى جودة الحياة، فيُشكَرُون عليه. ويجدرُ بي هنا أنْ أُشيدَ بالأستاذة أريج الحامد، الرئيس التنفيذي المكلَّف لجمعيَّة مراكز الأحياء بمنطقة مكَّة المكرَّمة، وفريق عملها؛ لما يبذلُونَه من جهد في ذلك.
أمَّا المرتكز الثَّالث، الذي يكون سببًا في نجاح المراكز، فهو التناغم والتفاهم والعمل يدًا واحدةً في مجلس الإدارة للمركز -رئيسًا، ونائبَ الرئيس، وأعضاءَ المجلس، والإدارةَ التنفيذيَّة للمركز-، لأنَّه لو لم يكنْ هناك انسجامٌ بينهم كفريق عمل واحد؛ لدبَّ الخلافُ، وحلَّت المشكلاتُ، وانشغل بعضُهم ببعضٍ حتَّى ولو كان رئيسَ المركز صاحبَ أداء متميِّز، أو كان هناك إدارة تنفيذيَّة ناجحة، فإنَّ عدم وجود انسجاميَّة «chemistry» يضعفُ الأداء، وتقلُّ الإنتاجيَّة، وتزولُ البركة.
ورابع المرتكزات سببا في النجاح، هو تفاعل الأعضاء في الحي -رجالا ونساءً- للمشاركة والحضور الدائم، وإبداء الملحوظات، والتفاعل مع البرامج والأنشطة الأسبوعية والشهرية، والمناسبات السنوية الوطنية والثقافية والاجتماعية؛ لأنهم هم وقود المركز الذي يتحرك بهم، فكلما كان هناك تفاعل، ازداد نجاح المركز وزاد عطاؤه.