من المعروف أنَّ مبادرة السعوديَّة الخضراء، التي أطلقها سمو ولي العهد في شعبان ١٤٤٢، تسعى إلى تحقيق أهداف كثيرة، منها تشجير السعوديَّة بزراعة عشرة مليارات شجرة في كل أنحائها، وتحويل صحاريها إلى أراضٍ خضراءَ، وإعادة تأهيل أربعين مليون هكتارًا من الأراضي خلال العقود المقبلة، حيث يسهم التشجير في خفض درجات الحرارة، ويُكافح التصحُّر، ويقلِّل العواصف الرمليَّة، ويُحسِّن جودة الحياة.. ويزيد الغطاء النباتي، ويحافظ على المناخ والبيئة والطبيعة البريَّة والبحريَّة، والاعتماد على الطَّاقة النظيفة.
ومنذ إطلاق المبادرة قامت الكثير من المدن والمحافظات بزراعة آلاف، بل ملايين الشتلات المنوَّعة، بدعم ورعاية ومشاركة أمراء المناطق والمسؤولين في البلديَّات والجهات الحكوميَّة الأُخْرى يدًا بيدٍ، وصولًا لتحقيق الأهداف المرسومة، ولا تزال الجهود حثيثة ومستمرَّة في تشجير أطراف المدن والصحارى، والأماكن المستهدَفة، وهي جهود كبيرة وجبَّارة يجب تقديم الشكر لكلِّ القائمين عليها.
وإنْ كان من اقتراح أُقدِّمه على عجالة في هذه المساحة، هو تبنِّي فكرة زراعة شتلات من الأشجار والشجيرات العطريَّة والنباتات الطبيَّة، وأشجار الأثل والسمر والسدر والنيم والأراك، وغيرها من النباتات والشتلات الزهريَّة من أشجار البيئة المحليَّة، التي بلا شك ستعطي فوائد جمَّة، سواء للرعي، أو البحث العلمي، أو غيره من الفوائد الاقتصاديَّة والبيئيَّة.
كما يمكن في أطراف المدن والقرى زراعة مساحات من الأشجار المثمرة، التي نجحت في بيئة المملكة كالجوافة، والمانجو، والليمون، والقشطة، واللوز الهندي، واللوز البجلي، وغيره من الأشجار المثمرة التي بلا شك ستشكِّل رافدًا اقتصاديًّا زراعيًّا مهمًّا لسكَّان تلك الأماكن، إلى جانب زراعة الشتلات المفيدة والمناسبة، أعتقد أنَّه من الضروري -أيضًا- البدء بالتفكير بإزالة الأشجار الدخيلة، والضَّارة بالبيئة والبنى التحتيَّة، والتي تم زراعتها عبر العقود الماضية مثل أشجار البزرومي (الكونكاربس)، والدفلة بنوعيها (نيريم أولياندر، ثيفيتا)، والبرمودا جراس وغيرها.
إنَّ الحاجة الآن مُلحَّة للعمل الجماعي، والاستثمار في إعادة إصلاح الأراضي بشكل مُستدام، وتعزيز القدرة على مواجهة الجفاف، وإزالة الضّرر البيئي.