Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أشواق ملتهبة.. كيف نكتبها؟!

بصراحة.. وأشياء أُخْرى

A A
يقول الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، في أشهر أقواله: «كل معرفتنا تبدأ بالحواس، وتنتقل إلى الفهم، وتنتهي بالعقل، ولا يوجد شيء أعلى من المنطق، اعمل.. ربما يصبح مبدأ عملك قانونًا آمنًا للعالم بأسره، إنَّ الأخلاق ليست عقيدةً، كيف يمكننا أنْ نجعل أنفسنا سعداءَ، ولكن كيف نجعل أنفسنا جديرين بالسَّعادة، عدم النضج هو عدم القدرة على استخدام الذكاء دون توجيه من شخص لآخر».

إذًا الحواس عند كانط، هي التي تحرِّك الأشياء وتجعلنا في قمَّة السَّعادة، ولعلِّي أُضيف هنا: السَّعادة الحقيقيَّة تكمنُ في تلك الأشواق التي تختلج مشاعرنا وغالبًا تكون ملتهبةً حارقةً تحرق ذواتنا إنْ حبسناها، فما العمل إذًا عندئذٍ؟ الطبيعي إنْ تحرَّكت حواسنا لشيء جميل طرق أبواب روحنا، لا تكبتها خوفًا من النَّاس، إنْ بقيت أتعبتنا وآلمتنا، وجعلتنا أجسادًا بلا روح!

فحين تضرب بقوَّة باب أرواحنا؛ فتحنا لها نوافذ البوح ورقًا، كتابةً، أقصد شاشةً في هواتفنا، ملحوظاتنا اليوميَّة وهذا مهم أنْ نكتب منشورًا في صفحات مواقعنا الاجتماعيَّة، نترك للآخرين قراءة ما نكتبه ولا نخاف نقدَ مَن كان!

دعوني الآنَ أكتبْ خاطرةً حول هذا البوح: «إنَّ الجبال الرَّاسيات، والغيوم التي على رؤوسها كغطاء قلم، والارتفاعات فيها، النتوءات التي تشاهدها في طريقك وعينيك على قمَّة تلك الجبال، حين تصل هناك وتفرد ذراعيك تصرخ بما يعتلج ذاتك، وما إنْ تنتهي حتى تأتيك من حيث لا تعلم ريح تقشع الغيوم، تعز كل ما في الجبال، وأنت نعم أنت كدت تسقط عندها، حبيبتي أتذكَّرك وأقول: أينَ أشواقي صديقتي؟ ويأتيني صوتك نسمة بقلبي توشوشني فأطير إلى السماء، والجبال تحاول ملاحقتي، ولكن هيهات سافرت معك يا أنتِ».

هكذا هي الأشواق حين نكتبها تفرحنا وتسعدنا حتى وإنْ كانت مؤلمةً لنا، فهي تفريغ لنا، وبعض الكتابة -بإذن الله- شفاء.. قرأتُ قبل يومين خاطرةً مبدعةً فاتنة صاغتها خديجة الغامدي، ومن جمال حروفها نقلتها لكم:

«تحت فوهة الضَّباب، وقبل الغسق (تتوهَّج ذكراك) فعمَّا قليل يغمر الكون الدجى، وينسح بأجنحته السوداء أساطيرالعتمة، ويسرق الصَّمت ضجيج النهار، تتوهَّج أنفاسي، وتغرِّد ببسمتك نورًا ليتورَّد خدُّ القمر خجلًا وأحيك لك من نجوم السماء فستانًا ينير شغاف قلبي، وأعزف أهزوجةً ألذَّ نداوة من السِّحر وأبهى من إشراقة الصَّباح».

وأخيرًا...

أزحت حبيبي كل الصباحات في طريقي

وتركت صباحاتك ورد إلي لها الشوق

يوم عرفت غلاك فيك يا صديقي

كل نساء خيالي طاروا لأجلك يالذوق

المنى والأحلام ونديم التهاني رفيقي

وابقيتك بخاطري وداخل الروح شوق

شفت القمر يا حياتي لحظة أبلع بريقي

أنت غير كواكبي كلها فوق فوق

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store