* وُلِدَتْ في ديترويت، بولاية ميشيجان الأمريكيَّة، في فبراير 1926م، وبعد تخرُّجها في الجامعة عملت في وظيفة ضابط إيرادات في مصلحة الضَّرائب الداخليَّة، وهي المهمَّة التي استمرَّت فيها حتَّى تقاعدها في ديسمبر 1984م، حيث عاشت لأكثر من 20 عامًا في جزر فيرجن الأمريكيَّة.
*****
* وبعد تقاعدها، انتقلت إلى (أتلانتا)؛ لتعيش بالقرب من ابنها وحفيدها، وهناك -وهي في سِنِّ الـ(88)-، قرأتْ عن مسرحيَّة محليَّة تبحثُ عن ممثِّلينَ، ومع أنَّها لم تمارس التَّمثيل في حياتها، تقدَّمت لأحدِ الأدوار؛ لتنجحَ في التجربة، لتقوم بعدها بعدَّة أدوار ثانويَّة في أفلام صغيرة داخل محيط الولاية.
*****
*ولكنْ جاء العام الـ(2018م)؛ لتحصل على دورها الأضخم والأهم، حيث شخَّصتْ قائدةَ إحدى القبائل في الفيلم الشهير (Black Panther)، وهو ضمن سـلاسل (استوديوهات مارفل)، وكان ذلك وهي في الـ(92) من عمرها، لتتوالي الأفلام التي تشارك فيها حتَّى وفاتها في (أكتوبر 2021م).
*****
* تلك هي تجربة الممثِّلة الأمريكيَّة السَّمراء (Dorothy Steel)، التي أرى أنَّها قدَّمت قصَّةً مُلهِمةً عنوانها: إنَّ الحياةَ لا تنتهي بالتَّقاعد، ولا تُقاس بعدد السِّنين، بل بالمزيد من العطاء، والعمل، والبحث عن الجديد من التجارب المؤثِّرة؛ فتلك السيدة أنهت نحو (88 سنة) من عمرها، وهي مجرَّد امرأة تسكن وظيفة روتينيَّة، ولكنَّها -وفي آخر سبع سنوات من حياتها- رسمت تفاصيل تجربة غريبة، وفي الوقت نفسه رائدة، فكتبت لها صفحةً في سجلات التاريخ السينمائي -على الأقل-.
*****
* فهذا دعوةٌ لكلِّ مَن هو متقاعد، أو قريب من محطته؛ لتكن مغادرتك لـ(الوظيفة) بداية لرحلة جديدة من العطاء، الذي ثمراته تعود على مجتمعك، وقبل ذلك على نفسك، وهنا فَتِّش عن هوايات أو مهارات رائعة متأصِّلة فيك، ربما البحث عن لقمة العيش، ورتم الحياة السَّريع جعلها تتوارى بعيدًا؛ فدورك أنْ تكتشفها، وأنْ تعمل عليها لتكون بارزةً وحاضرةً في يومياتك حتَّى مماتك.
*****
* أمَّا أقرب وأفضل الممارسات التي يمكن أنْ تقوم بها أيُّها المتقاعدُ الكريمُ، فنقل ما تمتلكه من خبرات إلى الشَّباب ليفيدُوا منها؛ ويمكن أنْ تكون تلك في إطار مبادرات مجتمعيَّة تقوم عليها الجهات والجمعيَّات المتخصِّصة، وما أتمنَّاه إطلاق مثل تلك المبادرات النوعيَّة في (المدينة النبويَّة)، وذلك بالتَّعاون بين جمعيتَي مراكز الأحياء، ووفّى لتكريم الروَّاد والمبدعين، وهما المجتهدتان، والمخلصتان في خدمة مجتمع مدينة رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فللقائمِين عليهما كلُّ الشكر والتَّقدير، وسلامتكُم.