Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نساء غيَّرنَ التاريخ بعد الأربعين

No Image

A A
عبر التَّاريخ، كانت المرأةُ بعد الأربعين رمزًا للحكمة والنُّضج. في المجتمعات القديمة، لجأ النَّاس إلى النِّساء الأكبر سنًّا لاستشارتهنَّ في القرارات المصيريَّة، واعتبرونهُنَّ ركائزَ للحكمة والتجربة. هذه النظرة تتجلَّى في قصص نساء تركنَ بصماتٍ واضحةً في التَّاريخ، مثبتات أنَّ العمر ليس عائقًا أمام الإنجاز.

خديجة بنت خويلد -رضي اللهُ عنها- واحدة من أعظم الأمثلة. كانت في الأربعين، عندما تزوَّجها النبيُّ محمَّد -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-، وكانت شريكته وداعمته في أصعب المراحل. بخبرتها ونضجها، استطاعت أنْ تكون سندًا قويًّا له، ولعبت دورًا كبيرًا في نجاح دعوته.

ملكة تدمر "زنوبيا" قادت مملكتها بشجاعة وحنكة، ووقفت أمام أقوى الإمبراطوريَّات، لتثبت أنَّ القيادة لا تعتمد على العمر، بل على الشَّجاعة والبصيرة.

ومن العصر الإسلامي، نجد فاطمة الفهريَّة، التي سخَّرت خبرتها وثروتها لتأسيس جامعة القرويِّين في المغرب، أقدم جامعة في العالم، والتي لا تزال تعمل حتَّى اليوم.

أُم سَلَمة -رضي الله عنها- زوجةُ النبيِّ محمَّد -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- التي كانت مستشارةً حكيمةً له، وظلَّت تلعبُ دورًا بارزًا في رواية الحديث، وتعليم المسلمين حتى مراحل متقدِّمة من حياتها.

وفي العصر الحديث، نجد حياة سندي، العالمة السعوديَّة الرَّائدة في مجال التكنولوجيا الحيويَّة، التي كرَّست مسيرتها لدعم الابتكار وخدمة المجتمع.

هذه القصص ليست مجرَّد أمثلة عابرة، بل هي دليل على أنَّ التقدُّم في العمر يُضيف للمرأة قوَّةً إضافيَّةً. التَّغيُّرات البيولوجيَّة والاجتماعيَّة التي تمرُّ بها المرأة في الأربعينيَّات وما بعدها لا تُقلِّل من قيمتها، بل تمنحها فرصًا جديدةً للتَّركيز على أهدافها وتحقيق أحلامها.

عندما يُقدِّر المجتمعُ النِّساء في كل مراحل حياتهنَّ، فإنَّه يُرسِّخ العدالة والتَّوازن. النِّساء بعد الأربعين لا يحتجنَ إلى إثبات أنفسهنَّ، فالحياة نفسها تثبت أنهنَّ دائمًا في قلب العطاء والتَّغيير.

العمرُ ليسَ سِوىَ مرحلةٍ جديدةٍ، وكلُّ تجربةٍ هِي فرصةٌ أُخْرى للنموِّ والإلهامِ.



contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store