ويحظى هذا الفن باهتمام جلي وواسع، وحضوره المحلي والدولي، بما يمثل من مزيج بين الأصالة والتجديد، ومعززًا لقيم الإبداع والتنوع الثقافي.
فعلى أطراف الصياهد الجنوبية، حيث يلتقي الحاضر بالماضي، خصص المهرجان بين أروقته أجنحة للمشاركين لإبراز أعمالهم الفنية ولعل أبرزها النحت، حيث تقف أعمال الفنان السعودي عبد الرحمن الزاحم كتحفة نابضة بالحياة، من خلال منحوتاته التي تزين أروقة المهرجان.
ويقول الزاحم : إن صياغة التراث السعودي بأسلوب فني مبتكر كنحت الإبل والأدوات المستخدمة قديما تشكل عنصر جذب للزوار، والتي كانت رمزًا للعراقة والارتباط بالأرض، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال تتحول إلى لوحات فنية تعبر عن هوية المملكة وأصالتها المتجددة.
وأوضح أن اهتمامه في عالم النحت بدأ منذ سنوات طويلة، حيث لم يكتفِ بممارسة النحت كشغف فردي، بل جعله إرثًا عائليًا من خلال تعليم ابنته أساسيات الحرفة، وتأهيل جيل جديد من المبدعين عبر تأسيس معرض متخصص لتدريب الطلاب، ليعكس هذا الإرث، والتزامه بإسهامه في الحفاظ على الهوية الثقافية.
ويشارك الزاحم بمعرض فني من خلال جناح مخصص بمجموعة من المنحوتات الفنية التي تحمل طابعًا أصيلًا، حيث تستغرق أكثر من 240 يومًا لإتمامها، حيث تجسد معالم تراثية كانت تستخدم في الماضي كالخنجر الخشبي المنحوت ، والأشجار ، والطاولات الخشبية ، والأبواب التراثية ، التحف التي تأخذ أشكالًا جسدية، والزير وغيرها.
وتجسد تجربة مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل كونها منصة تعنى بالتراث السعودي والثقافة، أسهامًا بارزًا محليًا وعالميًا من خلال فعالياته المتنوعة في دعم الفنون المختلفة بما فيها النحت، ليصبح نقطة التقاء تجمع بين الثقافة والفن والابتكار، ورافدًا اقتصاديًا وسياحيًا للإبل وتراثها، ما يجعل منه حدثًا متكاملًا يعكس هوية المملكة.