Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

إسرائيل.. ومطامعها التوسعية

A A
مع سقوط نظام الأسد وذهابه إلى غير رجعة، وتخليص سوريا منه ومن زمرته الحاكمة، تتسابق القنوات الفضائية على جذب المحللين من سياسيين ومتخصصين وخبراء عسكريين، لاستطلاع آرائهم في خلفيات حكم الأسد ونظامه الظالم المتسلط، وما خلّفه من آثارٍ سيئة لم يسبق لها مثيلاً في تاريخ الشعوب، تمثلت في دمار الأرض والمساكن، والاعتقال الجماعي والتعذيب، والقتل والتشريد والنزوح، وملء السجون بالمواطنين، وتعذيبهم بشتى ألوان التعذيب، التي لم تمر على سجناء العالم على مدى التاريخ والعصور.

ويتفاوت المحللون في رؤاهم حول مستقبل سوريا بعد التحرير، فمنهم المتفائل، ومنهم المتشائم حول وحدة سوريا.

وفي كل الأحوال، فالأمر يعود لله ثم لحسن نوايا وعزم وتصميم أبنائها، الذين كانوا سبباً في هذه الانتفاضة المدروسة والممنهجة، وقد ذاقوا مرارة الغربة والتشريد، والتهجير القسري والإبعاد سنين عديدة، لاختيار الحكومة التي تتسم بالعدالة والأمن، والاستقرار والحرية والوحدة، بعيداً عمَّا يشوب ذلك من تدخلات خارجية مغرضة، وأهداف صهيونية توسعية، تهدف في مجملها إلى إجهاض الوحدة التي قامت الثورة من أجل تحقيق مستهدفاتها الوطنية.

ومع إرادة الله وتوفيقه ونصره المبين بالقضاء على حكم الأسد، ومع إشراقة الفرحة الغامرة التي عمت أبناء سوريا، من مقيمين ومن عادوا إليها بعد تهجير وتشريد ونزوح، يحدوهم الأمل في بناء دولة جديدة موحدة لجميع أطيافها؛ وفق نظام يمثل العدالة والحرية والأمن والاستقرار.

* خاتمة:

وفي خضم هذه الفرحة الغامرة التي عمَّت أبناء الشعب السوري، والدول العربية والإسلامية والصديقة، والانشغال بمعطياتها الخيّرة، وانسحاب وحدات الجيش السوري من مواقع عسكرية عدة في طليعتها جبل الشيخ، مما حدا بالعدو الصهيوني إلى اغتنام هذه المناسبة كفرصة سانحة للاحتلال والتوسع في هذه المواقع، في مقدمتها جبل الشيخ، وقيام مستوطنات جديدة في الجولان المحتل، إضافة إلى غاراتها على مواقع عسكرية مستهدفة من وراء ذلك إلى أمور عدة من أهمها: التشويش على إقامة حكومة جديدة في سوريا، أو إضعاف قوتها الدفاعية فيما بعد، لكي تكون لقمة سائغة لها مستقبلاً، أو لكلا الأمرين معاً، والمطلوب من الأمة العربية ممثلة في جامعتها العربية وكل دولة محبة للسلام؛ دعم الشعب السوري، والوقوف إلى جانبه في تحقيق طموحاته الوطنية، ليعيشوا في أمنٍ واستقرار، وسلام وجودة حياة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store