تُعدُّ مراكز الدِّراسات من أهمِّ المحرِّكات العلميَّة التي تسهم في تشكيل مستقبل المجتمعات، وتوجيه المستهدَفات العامَّة نحو تحقيق تنمية مستدامة، فوجود مراكز دراسات متخصِّصة في مختلف المجالات ليس رفاهيَّةً، بل ضرورة إستراتيجيَّة لكل دولة تسعى لتعزيز مكانتها، وبناء مستقبل مُستدام.
تتمثَّل أهميَّة هذه المراكز في قدرتها على استشراف المستقبل؛ من خلال التَّحليل العميق للبيانات والتوجهات العالميَّة والمحليَّة؛ ممَّا يساعد على اتِّخاذ قرارات مبنية على أسس علميَّة دقيقة.
كما تسهم مراكز الدِّراسات في تقديم حلول مبتكرة للتحدِّيات الرَّاهنة والمستقبليَّة، سواء في مجالات الاقتصاد، البيئة، التَّعليم، الصحَّة، أو التكنولوجيا.
إنَّ زيادة عدد هذه المراكز، وتوسيع مجالات تخصُّصها؛ يمكن أنْ يخلق بيئةً علميَّةً تزدهر فيها الأفكار الإبداعيَّة، وتتحوَّل إلى مشروعات وبرامج ذات أثر ملموس.
كما يمكن لهذه المراكز أنْ تكون جسرًا للتَّعاون بين الجامعات ومؤسَّسات القطاعين العام والخاص؛ ممَّا يعزِّز من نقل المعرفة، وتطبيق الأبحاث بشكلٍ عمليٍّ.
في ظلِّ التحوُّلات العالميَّة السَّريعة، أصبحت الجامعات التي تمتلك مراكز دراسات قويَّة؛ أكثر قدرة على المنافسة، فتلك المراكز لا تقتصر على تقديم الدِّراسات النظريَّة، بل تلعب دورًا محوريًّا في صياغة السِّياسات الإستراتيجيَّة، ومتابعة تنفيذها.
إنَّ الاستثمار في مراكز الدِّراسات، وتفعيل دورها، يمثِّل استثمارًا في المستقبل، حيث يسهم في بناء أجيال قادرة على مواجهة التحدِّيات بروح علميَّة وابتكاريَّة، ويضع الأسس لمجتمعات أكثر استدامةً وازدهارًا.