* عشرات البرامج الرياضيَّة اليوميَّة تبثُّها قنواتنا «تلفزيونيَّة كانت أو إذاعيَّة»، تستضيف فيها مَن تُقدِّمهم باعتبارهم (خبراء، ومحلِّلين، وإعلاميِّين)، ولستُ أدري على أيِّ أساس يُختَار أولئك الأعزَّاء مع التَّقدير لشخوصهم، فأقوالهم، أو حواراتهم لا جديد فيها ولا مُفيد، بل بعضهم قد تجاوزه الزَّمن ومعطياته ورياضاته؛ فهم من المعمِّرين -ما شاء الله، تبارك الله- الذين وُلِدوا صغار الجمهور وهرمُوا، وأولئك مازالوا جاثمين على صدور تلك البرامج، وكأنَّ البلد ما فيها إلَّا ذاك الولد.!
*****
* أيضًا (فئة من أولئك) يأتُون إلى البرامج الرياضيَّة وهم يحملُون بيارق الأندية الرياضيَّة، التي يعلنُون الانتماء لها، وكذا يرفعُون رايات مصالحهم الشخصيَّة، وبالتَّالي فما يقدِّمُونه بعيدٌ تمامًا عن الواقعيَّة والحياد. فما هو إلَّا مدح ودفاع عن أنديتهم ولاعبيها، وقبل ذلك مسؤوليها، وإسقاط على الفرق المنافسة، وتقزيم لها. وكذلك تأكيد منهم على نظريَّات الدَّسائس والمؤامرات تجاه هذا الفريق أو ذاك. ونتيجة ذلك كله، إيقاد لنيران التَّعصُّب الرِّياضيِّ، وتأجيج لها لدى الجماهير، وصدى ذلك صراعات وتجاوزات وسقطات تحتضنها مواقع التواصل.
*****
* وهنا الإخفاقات التي تعيش دوامتها رياضتنا بعامة، ومنتخباتنا لكرة القدم بخاصة، رغم الدعم اللامحدود الذي يحظى به القطاع الرياضي من قيادتنا الحكيمة -حفظها الله تعالى-، لها العديد من الأسباب، التي -بالتأكيد- يدركها المتخصصون، ولكن صدقوني الأطروحات الهزيلة والمتشنجة والمتعصبة لـ(أولئك المحللين أو الإعلاميين)، أُجزم أنَّها أحد عوامل الإخفاق الرئيسة؛ لأنَّ الإعلام الصَّادق والمنصف سلطة رابعة ومهمَّة وأهم، فهي قادرة على تشخيص الواقع بوضوحٍ وموضوعيَّةٍ، وكذا المساهمة في تقديم الحلول.
*****
* فما أرجوه، إحالة (أولئك الأعزَّاء للتَّقاعد مع تكرار التَّقدير لهم)، فالأولويَّة للشَّباب المؤهَّل والمُبدع كـ(الدكتور سلطان اللحياني، والأستاذ عماد السَّالمي).
ويبقى: سألتكم بالله هل من المنطق والعقل أن من يتولى الإفتاء في برامجنا الرياضية، ويحلل وينتقد أداء العالميين والأسطورتين كريستيانو رونالدو، وكريم بنزيما، أولئك الذين لا يملكون أية مؤهلات أو خبرات رياضية، والذين بعضهم لا يعرف من الكرة إلا اسمها، وربما شكلها الدائري؟، أترك الإجابة لكم، وسلامتكم.