Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عدنان كامل صلاح

مشروع 2025 - 2026 الأمريكي المحافظ

A A
اليوم، الثلاثاء، يحتفل دونالد ترمب، الرئيس الأمريكي، بمرور مائة يوم على رئاسته. ومنذ صعوده للرئاسة، هذه المرة، لم يبذل جهداً لإقرار مشاريع قوانين تُمثِّل سياسته، عبر الكونجرس الأمريكي، بل وقَّع أوامر رئاسية كثيرة جداً، كان أولها الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ. واستهدف بعد ذلك العديد من الاتفاقيات والمؤسسات الدولية؛ التي كانت أساس النظام العالمي الليبرالي القائم. وسعى إلى هدم ما بناه النظام العالمي الليبرالي، وما حاول الليبراليون تشريعه أو التشجيع عليه خلال عشرات السنين الماضية.

ويحقق الرئيس دونالد ترمب - باستهدافه النظام الليبرالي- ما سعى المحافظون الأمريكيون دائماً إلى عمله، ولم ينجحوا فيما سعوا إليه بشكلٍ كامل، حتى في رئاسة ترمب الأولى، حيث كان المساعدون الذين عيّنهم غير متحمسين لما يسعى إليه. وفي هذه المرة أعاد المحافظون الأمريكيون، ترتيب صفوفهم، والتقى تحالف «محافظ كبير» يتكون من أكثر من ثمانين «منظمة محافظة»، وما يوصف بالمحافظة – الليبرالية- بقيادة مؤسسة التراث (The Heritage Foundation)، وأعدوا (مشروع 2025- 2026). ونظّموا صفوفهم للانتخابات النيابية والرئاسية، واستعدوا لتنفيذ خطة شاملة للإدارة الأمريكية القادمة عند فوز المحافظين، بهدف استعادة القيم الأسرية التقليدية، وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية، ودعم القوة العسكرية الأمريكية.

مؤسسة التراث (The Heritage Foundation)، هي مركز أبحاث بارز ذو توجُّه محافظ (تأسس عام 1973)، ولعبت دوراً مهماً في تشكيل السياسات المحافظة في الولايات المتحدة. وعندما تولَّى دونالد ريغان الرئاسة (1981- 1989) كان للمؤسسة تأثير كبير على سياساته؛ بما فيها زيادة الإنفاق العسكري لمواجهة الاتحاد السوفيتي بقوة (مبادرة الدفاع الاستراتيجي - حرب النجوم). وفي عهد جورج بوش الابن (2001- 2009) كان لها تأثير أيضاً في سياساته عبر أبحاث وتوصيات، ودعمت الحرب على العراق (سنة 2003)، وروَّجت لسياسات محافظة في مجالات الدفاع والخصخصة والقيم العائلية التقليدية.

مشروع 2025 الذي طرحته مؤسسة التراث؛ هدفه إعادة بناء الحكومة الفيدرالية، وجعلها أكثر ولاءً للرئيس المنتخب، وأقل تأثيراً من البيروقراطيين (الدولة العميقة). وتدعو إلى إعادة هيكلة أو إلغاء الوكالات الفيدرالية، مثل وزارة التعليم، وتعزيز دور الأسرة والقيم الدينية، وتقليص الهجرة بشكلٍ كبير، وتشجيع استغلال الطاقة، ومقاومة التوجُّهات الليبرالية في مجالات مثل البيئة والهوية.

يسعى دونالد ترمب إلى أن تثير قراراته الرئاسية الاختلاف وتدخُّل المحاكم، حتى تصل إلى المحكمة العليا، والتي تصبح قراراتها ملزمة مثل القوانين، ويمكن أن يحكم على أساسها لبقية الأربع سنين من عهده. علماً بأنه قد عيّن سابقاً ثلاثة من قضاة المحكمة العليا التسعة.

في ما يتعلق بالشرق الأوسط، فإن توجُّهات مؤسسة التراث وكثير من المحافظين بأمريكا، هو تأييد إسرائيل بشكلٍ كامل. وتشير التحليلات عن السياسة العالمية التي تُروّج لها المؤسسة، إلى أنها تعتبر الحزب الشيوعي الصيني «أكبر تهديد خارجي للشعب الأمريكي اليوم».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store