author

Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أيمن بدر كريّم
لعنة الغباء!
دَعونِي أبدأ بمنطقٍ أكثرَ إنصافًا للأغبياءِ، فكثيرٌ منهُم أغبياءُ جدًّا، ليسَ لأنَّ لديهِم قابليَّةً وراثيَّةً طبيعيَّةً لاكتسابِ الغَباءِ فحسْب، بلْ أيضًا لأنَّه لمْ تسنَحْ لهُم الفرصةُ ليكونُوا أذكياءَ. لقدْ تمَّ تجريدُهُم مِن عوامِلِ الخَياراتِ، والفُرَصِ المُتاحةِ للقرارِ الحُرِّ والتَّفكيرِ المَنطِقيِّ، إنَّهم ضحيَّةُ التَّربيةِ والتَّعليمِ، وسوءِ الظُّروفِ...
عن الوهم والخرافة
يظنُّ كثيرُونَ أنَّ المعرِفةَ مُنتشرةٌ على نِطاقٍ واسعٍ، في حينِ أنَّ وهْمَهَا هُو الأكثرُ انتشارًا، كما يَظهرُ جليًّا في مَهازِلِ المنصَّاتِ الاجتماعيَّةِ، ومعَ بعضِ أبطالِها المَغاوِيرِ، الذِينَ يتفنَّنُونَ فِي نشرِ التخلُّفِ والسَّطحيَّةِ والتَّجهيلِ والأفكارِ الرَّجعيَّةِ، ويتصدَّرُونَ مَشاهِدَ هَزليَّةً تُكرِّسُ الحَماقةَ والسَّفَهَ. إنَّ أكثرَ النَّاسِ فِي الواقعِ...
هل أنت محتال؟!
عانيتُ مِرارًا مِن أعراضِ «مُتلازمةِ المُحتالِ»، التي استولَتْ على مشَاعِرِي، وأضرمَتْ فِي انفعالاتِي نيرانَ المُبالغةِ والشَّكِّ والتردُّدِ والقلَقِ، وحتَّى ضعفِ الثِّقةِ بالنَّفسِ. والمُضحِكُ في الأمرِ، أنَّني حقًّا لا أعلمُ سببَ ارتباطِ هذهِ المُتلازِمةِ، بالاحتيالِ والخِداعِ!.تُوصَفُ هذهِ المُتلازمةُ بأنَّها ظاهرةٌ نفسيَّةٌ، يشكُّ بِموجِبِهَا أفرادٌ ناجِحُونَ أو موهوبُونَ...
العبقرية.. والصحة النفسية
- أتناولُ هنَا بعضَ خصائصِ العبقريَّةِ البشريَّةِ كمَا فهمتُهَا، والتِي إنْ شِئنَا أنْ نقولَ: تُصيبُ بعضَ النَّاسِ بصورةٍ عشوائيَّةٍ أو فجائيَّةٍ؛ تُشبهُ نوبةَ جُنونٍ عابِرَةً، أو قائِمةً مُتكرِّرةً، ترتبطُ بإنتاجٍ إبداعيٍّ علَى وجهٍ غيرِ مَعهودٍ، وبِطريقةٍ غيرِ مألوفَةٍ سَلفًا.- يبدُو أنَّ العبقريَّةَ تنشأُ -غالِبًا- مِن الاضطرارِ...
أزمة التقدم في العمر
- التقدُّمُ فِي العُمْرِ، مُرورًا بأزمةِ مُنتصفِ العُمرِ وسنِّ التَّقاعُدِ، ثمَّ الشَّيخوخةِ، مُرتبطٌ لدَى كثيرِينَ بِمراجعةِ المُسلَّماتِ والغرقِ في التَّساؤلاتِ الوُجوديَّةِ، وازديادِ اليقينِ بالمُعتَقَداتِ الدِّينيِّةِ أو الشَّكِّ فيهَا. وفِي عُمرٍ مُتقدِّمةٍ نسبيًّا، يزدادُ إيمانُ أحدِهِم ويقينُه باللهِ واليومِ الآخِرِ، تَزامُنًا معَ حاجتهِ الرُّوحيَّةِ لبعضِ الطُّمأنينةِ النَّفسيَّةِ...
الأخلاق والدِّين والمجتمع
يرَى الفيلسوفُ (إمانويل كانط) أنَّ التَّعاليمَ الأخلاقيَّةَ، يجبُ ألَّا تكونَ حالةً مؤقَّتةً أو مزاجيَّةً، بلْ قيمةً إنسانيَّةً مُطلقةً، وقاعدةً أساسيَّةً يجبُ تطبيقُهَا فِي كلِّ الظُّروفِ، بِغضِّ النَّظرِ عَن المرجعيَّةِ الدِّينيَّةِ العقَديَّةِ أو المذهبيَّةِ أو الحالةِ الشَّخصيَّةِ، وأنَّ الأخلاقَ ليستْ بحاجةٍ إلى الدِّينِ مِن أجلِ قيامِهَا، بلْ...
التغيير في الأعراف الاجتماعية
- العُرفُ الاجتماعيُّ، عاداتٌ وتقاليدٌ عامَّةٌ ثابتةٌ نسبيًّا، بمرجعيَّةٍ ثقافيَّةٍ تاريخيَّةٍ، وهِي مقبولةٌ تحظَى بالاحترامِ، ويتشاركُهَا مجموعةٌ من النَّاسِ فِي بيئةٍ معيَّنةٍ، بعدَ تراضِيهِم وتوافُقهِم عليهَا؛ بهدفِ ضمانِ نظامٍ سُلوكيٍّ يتبعهُ أفرادُ مُجتمعٍ مَا، يُشعرهُم بالرِّضَا والاطمئنانِ بأنَّ كلَّ شيءٍ يسيرُ علَى ما يُرامُ، بغضِّ النَّظرِ...
عبثية السعي وراء السعادة!
يَرَى (دوستويفسكي) أنَّ أكبرَ كِذبةٍ تربَّينَا عليهَا هِي السَّعيُ للوصولِ إلى السَّعادةِ، وذلكَ لأنَّ السَّعادةَ في رأيِهِ تقتضِي الحُرَّيةَ، والإنسانُ لا يُمكنُ لهُ أنْ يكونَ حُرًّا. إنَّ المُثابرةَ علَى البحثِ عَن السَّعادةِ قدَرُ الإنسانِ ومصيرُهُ المحتومُ، وهُو لنْ يتوقَّفَ عَن هذَا البحثِ مادامَ حيًّا، علَى الرَّغمِ...
الاتجاه نحو الفردية الاجتماعية
- خلالَ العقودِ القليلةِ الماضيةِ، تُشيرُ إحصاءاتٌ إلى زيادةِ عددِ الأشخاصِ الَّذِينَ «يختارُونَ» العيشَ مُنفردِينَ، بنمطِ حياةٍ يُشعرهُم بالاستقلاليَّةِ وقلَّةِ التعلُّقِ، وفي الوقتِ ذاتِهِ، الانخراطِ النَّشِطِ في التواصِلِ الصحِّيِّ معَ الآخرِينَ. لذلكَ، يبدُو أنَّ الفردانيَّةَ والعُزلةَ الاختياريَّةَ تزدادُ تدريجيًّا، مِِن غيرِ ازديادِ نسبةِ الوَحدةِ المَرضيَّةِ بالضَّرورةِ.-...
حول تداعيات الخذلان
- للخُذلانِ فوائدُ تظهرُ بعدَ فترةٍ مِن مشاعرِ الغُبنِ والقَهرِ، وتجاربُ تجعلُ الإنسانَ فِي بحثٍ دؤوبٍ عن السَّعادةِ، وخوفٍ دائمٍ من الشَّقاءِ. إنَّ الخُذلانَ مِن أهمِّ دواعِي التفلسُفِ والتعلُّمِ، والناسُ تتشاركُ تجاربَ سوءِ المُنقَلَبِ فِي الحياةِ بصورةٍ تكادُ تكونُ حتميَّةً. يقولُ فيلسوفُ التَّشاؤمِ «شوبنهاور»: (ستجدُ أنَّكَ...
 د. أيمن بدر كريّم