author

Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أيمن بدر كريّم
فضيلة الغفران
أنْ تغفرَ، يعنِي أنْ تتوقَّفَ عَن المُطالبةِ بأيَّةِ حقوقٍ معنويَّةٍ أو مادِّيَّةٍ مِن طرفٍ آخَرَ، وتمنحَهُ العفوَ مِن دونِ مُقابلٍ، معَ التخلِّي عَن مشاعرِ الغضبِ وحُبِّ الانتقامِ؛ أو طلبِ العُقوبةِ ضدَّ مَن أساءَ إليكَ. وبهذَا يتبيَّنُ مدَى القوَّةِ النَّفسيَّةِ التِي تتطلَّبهَا هذهِ الفضيلةُ، وهِي فِي أصلِهَا...
الحمدُ لله
- يقولُ الحقُّ تباركَ وتعالَى فِي مُحكَم التَّنزيلِ: (أوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِنْ لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)، «القَصَص - 75».. ويقولُ سُبحانَهُ: (أوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ)، «العنكبوت...
مُعضِلاتٌ.. مُعضِلاتٌ!
- المُعْضِلَةُ.. المسألةُ المُشْكِلةُ التِي لا يُهتَدَى لِوجهِهَا، أوْ الطريقِ الضيِّقةِ المَخارِج، والمُعضلةِ عندَ (أرسطو)، إيرادُ رأيَيْنِ مُتعارِضَيْنِ لكلٍّ منهُمَا عندَ العقلِ قيمتُهُ في الإجابةِ عَن مسألةٍ مُعيَّنةٍ، وهِي عندَ المُحدَثِينَ، الصُّعوبةُ المَنطقيَّةُ التِي لا يُمكنُ الخُروجُ مِنهَا، وبمعنىً بسيطٍ آخَرَ، هِي «الوَرْطةُ»!.- وحتَّى كتابةِ هذَا...
ضجيجُ الصمت!
- يبدُو أنَّ الأشخاصَ الحسَّاسينَ والمتأمِّلينَ والمُفكِّرينَ، تُزعجهُم الأصواتُ العاليةُ الصَّاخبةُ فِي مُعظمِ الأوقاتِ، ويَميلُونَ للهدوءِ والسُّكونِ.. فلديهِم مَا يكفيهِم مِن صخَبِ الفِكرِ وضجيجِ الصَّمتِ. إنَّ مَا ينطقُونَهُ أقلُّ بكثيرٍ ممَّا يجولُ فِي أذهانهِم.. إنَّهُم يُتقنُونَ فنَّ الصَّمتِ، إذْ تكفيهِم ثرثرةُ أفكارهِم.. لعلَّها لعنتهُم الأبديَّة.- وبعدَ...
خطراتٌ حول مَهْزلةِ الوقْت
كانَ يعيشُ فِي ماضيهِ.. تُطاردُهُ أشباحُ ذكرياتٍ، وانفعالاتٍ ومشاعرَ وخبراتٍ مضَتْ فِي أوقاتٍ لَا يعِي مُعظمَهَا. إنَّ الإنسانَ يفشلُ عادةً فِي العيشِ فِي لحظتِهِ.. يندمُ علَى ماضيهِ، ويتهيَّبُ مُستقبلَهُ.. إنَّهُ كومةُ ذكرياتٍ وخبراتٍ مُعقَّدة.. كائنٌ مُثيرٌ للشَّفقةِ لَا خلاصَ لهُ إلَّا بِمرورِ وقتٍ ينتهِي بهِ إلى...
قلق الوجودية
الإنسانُ.. قلِقٌ بطبيعتهِ، يبحثُ عن الطُّمأنينةِ النفسيَّةِ والسَّكينةِ الرُّوحيَّةِ.. وأساسُ كلِّ تلكَ الاضطراباتِ، همومٌ ومخاوفُ وتساؤلاتٌ وجوديَّةٌ. إنَّ كونَ الإنسانِ جزءٌ مِن شيءٍ أكبر منهُ، يشجِّعهُ ليكونَ مُرتبطًا بقيمةٍ أعلَى مِن مُجرَّدِ فردانيَّتهُ، لذلكَ كانَ الاهتمامُ بالأديانِ، والفنونِ، والفضيلةِ، والأدبِ والفلسفةِ، والقِيَمِ الإنسانيَّةِ والحِرَفِ المِهْنيَّةِ، أمورًا...
مِن أفكارِ «فرويد»
أتناولُ بعضًا من آراءِ الطَّبيبِ وعالِمِ النَّفسِ (سيغموند فرويد)، والتِي مهَّدتِ الطريقَ لتحليلِ جوانبَ مِن النَّفسِ البشريَّةِ واضطراباتِهَا وعُقدِهَا. فمثلًا، يرَى (فرويد) أنَّ مبدأَ «اللذَّةِ» سببٌ لكثيرٍ من مُمارساتِنَا الدِّينيةِ.. أي ترقُّبُ اللَّذة اللَّاحقةِ عن طريقِ التضحيةِ بِلذَّةٍ مُمكنةٍ حاليَّةٍ، لدرجةٍ قدْ تصلُ حدَّ «العُصابِ» والوَسواسِ...
الأخلاقُ.. كائنٌ حيٌّ!
- الأخلاقُ.. مجموعةُ أحكامٍ قِيَميَّةٍ، وبعضهَا دينيَّةٌ، يتبنَّاهَا مجتمعٌ معيَّنٌ، تحاولُ ضبطَ معاييرِ التصرُّفاتِ الفرديَّةِ والجماعيَّةِ، لتضمنَ اتِّساقَ النمطِ العامِّ وسلاسةَ عملِ المُجتمعِ.. أي خلقَ شخصيَّةٍ فرديَّةٍ نمطيَّةٍ تقومُ بدورِهَا لسلامةِ أداءِ هذا المُجتمعِ، بغضِّ النَّظرِ عن كونهِ سليمًا أو مجنونًا!.- الأحكامُ الأخلاقيَّةُ، متغيِّرةٌ، خاضعةٌ للعُرفِ...
أنا ونحنُ.. وآخرون
- يتذبذبُ الإنسانُ بين حالتيْنِ لا خلاصَ منهمَا: حنينهُ للعُزلةِ.. وحاجتُه للنَّاسِ. ففِي العُزلةِ يكتشفُ نفسَهُ، ويختلِي بتأمُّلاتِهِ، ويتعافَى من الصَّخبِ.. وباختلاطِهِ بالنَّاسِ، تتكوَّنُ شخصيَّتهُ وتُشبَعُ حاجاتُهُ الجسديَّةُ والعاطفيَّةُ والذِّهنيَّةُ. ينبِّهُ (آدم سميث) على الأَهمِّيةِ الاجتماعيَّةِ للفردِ خلالَ سنواتِ تنشئتِهِ فيقولُ: «الَّذِينَ يترعرعُونَ في عُزلةٍ، لنْ...
حول همجيَّة الطبيعة البشرية
- الطبيعةُ البشريَّةُ تظلُّ بدائيَّةً همجيَّةً في عُمقِهَا، وهِي أسيرةُ مجموعةِ غرائزَ حيوانيَّةٍ وانفعالاتٍ عاطفيَّةٍ، ومَا نُسمِّيه العَقل، ليسَ إلَّا تنظيمًا لتلكَ الغرائزِ والانفعالاتِ والعُقدِ النفسيَّةِ؛ لتصبَّ في المصلحةِ الفرديَّةِ والمكاسبِ الشَّخصيَّةِ، فحسْب.. هذِهِ هِي الحقيقةُ المُجرَّبةُ. إنَّ فَهمنَا لطبيعتِنَا البشريَّةِ كمَا هِي مِن دونِ تجمُّلٍ،...
 د. أيمن بدر كريّم